"الانتقام المتسلسل" جريمة عائلية تهز اليمن

> «الأيام» إندبينت عربية:

> الابن قتل أبوه فثأرت منه عمته فأرداها شقيقه والسبب "تقسيم الثروة"

خلاف أسري عابر تطور بشكل تراجيدي مفاجئ وسريع لينتهي خلال دقائق معدودة تحت موجة من الدماء بمقتل ثلاثة من أسرة واحدة هم الأب والابن وعمته (شقيقة والده) وسط ذهول الأهالي في منطقة صدر باراس بمديرية الصعيد في محافظة شبوة (شرق اليمن).

لم تنشر المصادر الأمنية أسباب الجريمة التي حدثت مساء أول من أمس، لكن مصدراً مقرباً من العائلة قال لـ"اندبندنت عربية" إن "السبب يعود لتقسيم الثروة".

علي الباراسي، أحد أقرباء الضحايا، ذكر أن دوافع القتل جاءت نتيجة خلاف أسري تطور بشكل مفاجئ ومأسوي، موضحاً أنه خلال لقاء الأسرة المتعارف عليه عقب صلاة العصر حدثت مشادة كلامية بين الأب واثنين من أبنائه اللذين طالباه غير مرة بتوزيع تركته، وهي عبارة عن أموال وأصول.

وأضاف أنه "على رغم عدم حاجة الأبناء إلى الأموال لأنهم يعيشون في خير ويمتلكون منازل عدة وسيارات حديثة وتجارة كبيرة داخل اليمن وخارجه، إلا أن الابن الأول ألح على والده الشروع في توزيع الثروة التي لديهم، وعند اشتداد الخلاف باشر بقتل أبيه"، مما دفع شقيقة الوالد إلى الثأر وقتل الابن القاتل، بحسب المصدر الذي قال "هبت عمتهم شقيقة الأب بأخذ بندقية وباشرت بقتل الابن القاتل انتقاماً لأخيها، إذ إنها تمتلك خبرة في استخدام السلاح، ليأتي الابن الثاني ويباشر بقتل عمته انتقاماً لأخيه، في لحظات مأسوية غير مسبوقة ولا مألوفة في المجتمع الشبواني المسالم".

الحادثة أثارت ردود فعل واسعة بين أوساط اليمنيين وحملت تعليقات النشطاء كثيراً من التفاعل الغاضب، في حين عزا آخرون أسبابها إلى الضغوط النفسية التي خلفتها الحرب على الصعد كافة.

اتساع ثقب الجريمة

علاوة على ما تحصده آلة الحرب منذ نحو ثمانية أعوام، تزايدت خلال الآونة الأخيرة جرائم "القتل العائلي" في اليمن، وتتداول منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام بين حين وآخر جرائم مروعة تحدث بين أفراد البيت الواحد، أو الجيران بطرق وحشية.

بحسب تقارير إحصائية، فإن هذا النوع من الجرائم يمثل نحو ثلث إجمالي جرائم القتل في المجتمع، وأرجع متخصصون اجتماعيون ونفسيون أسبابه إلى جملة الظروف الاقتصادية الصعبة، إضافة إلى إدمان المخدرات.

ويعتقد مراقبون بأنه منذ الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران عام 2014 واشتعال الحرب شهد اليمن على الصعيد الاجتماعي تزايداً ملحوظاً في مؤشرات العنف الأسري ينشأ كثير منها، بحسب متخصصين، نتيجة تعاطي مواد مخدرة.

انعكاسات نفسية

حادثة شبوة عدها مراقبون امتداداً للانعكاسات النفسية الرهيبة التي تفرزها آلة الحرب ويعزز من تفشيها غياب سلطات الدولة عن ممارسة مهماتها على الأرض وحال الانفلات الأمني جراء تعدد مراكز القرار الضبطي والعسكري في المحافظات المستعادة.

وعلى رغم حال الغموض التي تكتنف تفاصيل الحادثة وتضارب الأنباء حول دوافعها، إلا أنها أحدثت عاصفة صاخبة في وجدان اليمنيين عبرت عنها تناولاتهم الواسعة عبر مواقع التواصل.

وكان صندوق الأمم المتحدة للسكان أعلن عام 2020 أن "واحداً من كل خمسة أشخاص في اليمن يعاني اضطرابات نفسية"، بحسب دراسة أجريت عام 2017، متوقعاً أن يكون هذا الرقم أعلى الآن بسبب وباء فيروس كورونا واستمرار الصراع في البلاد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى