وتستمر حكاية الحجّ!

د. علي العسلي
الجمعة ، ٢٣ يونيو ٢٠٢٣ الساعة ٠٦:٤٦ مساءً

جمعة مباركة وايام مباركات علينا وعليكم وعلى يمننا الحبيب وامتنا العربية والاسلامية  بالخير واليمن والبركة والسلام والرفاهية والاستقرار، وعلى الدول التي تعاني من أزمات، ومنها اليمن، نسأل الله أن يحل عليها الأمن والأمان وعودة الدولة واطلاق السجناء والمعتقلين والرواتب، وعودة المهجرين والنازحين إلى ديارهم!  الله اكبر.. الله اكبر.. الله اكبر.. لا إله إلا الله..  الله اكبر.. الله اكبر.. ولله الحمد..  نواصل الحكاية مع الحج والحجاج اليمنيين..  فلقد ترأس معالي وزير الأوقاف والإرشاد، رئيس مكتب شؤون حجاج اليمن، الشيخ/ محمد بن عيضة شبيبة، في مقر مكتب شؤون حجاج اليمن، بمكة المكرمة، ليلة امس ، اجتماعاً للجنة العليا للإشراف على أعمال موسم حج 1444هجرية، حيث ناقشوا الترتيبات والاستعدادات المتصلة بالمرحلة الثانية لأعمال الحج في مشعري منى وعرفات.. إنها مرحلة الاختبار، إنها مرحلة العمل الجاد الموكول على عاتق اللجان كل فيما يخصه.. وهنا أحب ان انبه الى ضرورة  استكمال ما تبقى  من مستلزمات العمل للجان، من البطائق التعريفية والسكن وكل ما يلزم، لمن لم يستلم ولم يُسكن بعد من اعضاء اللجان!؛  أفتتح الاخ الوزير الاجتماع بكلمة اخوية ارشادية، وتوجيهية صادقة، ومؤثرة.. شكر اللجان على الجاهزية والاستعداد لمضاعفة الجهود، لله وفي الله، وبين أن نجاح العمل يأتي بالتنسيق والعمل التكاملي، فكل يكمل الأخر، إذ تحدث فضيلته وحث اللجان على استشعار شرف الوصول لهذا المكان فهناك الآلاف  المؤلفة يذرفون الدموع حرقاً وشوفاً، ويتمنون الوصول لهذا المكان ولا يجدونه، أو لا تتيسر السبل لهم للوصول إلى هنا، فهنيئا لمن وفقه الله وساعدته الظروف لأن يكون هنا في هذه البقاع وفي هذه الايام المباركات، وفي اداء فريضة الحج..  الله اكبر.. ما أعظمه من تشريف لكم أيها الرجال في اللجان.. الله أكبر.. ما أعظمها من أيام.. الله أكبر وهل يغبط أحد احداً غير الحاج..  الله .. لو يدري الصادقون الباذلون المخلصون ما ينتظرهم من جزاء وثواب..  الحج ركن عظيم.. يعود الحاج الواقف في جبل عرفة  إلى بيته بعد استكماله مناسك الحج، كيوم ولدته أمه.. فما بالكم لو كان هذا الحاجّ، حاجاً وخادماً.. الله على مرتبة وتشريف أفضل وأحسن لمن يقوم بهذا الفعل ولا يمن ولا يشتكي و لا يتكبر.. نعم!  ما بالكم إن كان هذا الحاجّ، حاجاً وخادماً للحجاج، كاللجان المشكلة من قبل وزارة الاوقاف والارشاد في الجمهورية اليمنية، والذين هم على أتم الاستعداد والجاهزية  للعمل على مدار الساعة لخدمة الحجاج اليمنيين وتفويجهم  إلى منى (التروية)، وعرفات اليوم المشهود!  لا شك أن الأجر من رب السماء والارض سيكون بقدر نية واخلاص وتفان الحاج الخادم للحجاج، والذي يفترض فيهم التنسيق والتعاون والتكامل، حيث ركّز عليها وكررها الأخ الوزير مراراً!؛  فالمطلوب النأي بالنفس عن الأنانية أو التقليل وتسفيه جهود الأخرين، أو الوشاية بهم، فنحن في موسم طاعة، وموسم استثمار وتجارة مع الله، وموسم  صبر وتفان وتضحية وايثار، لا موسم حسد أو غيرة أو ما شابه، نتمنى من الجميع العمل بروح الفريق الواحد الهادف لإنجاح عملية الحج بشكل ممتاز، كما كانت العملية ممتازة في المراحل السابقة من حيث الإعداد للسكن الذي كان بحالة ممتازة، غير أن البعض لا بزتل يحاول  التجنّي عليه أو تشويهه بأية صورة من الصور،  وكذلك خدمة النقل كانت ممتازة، وإن شاء الله أيضاً تكون الإعاشة كما خُطط لها.. نتمنى من الله النّية الصادقة والاخلاص في العمل، لما يرضي الله ورسوله، حتى ينال الجميع بفضل من الله  وكرمه الخير والقبول والصلاح وأن يعود الجميع كيوم ولدتهم أمهاتهم، مغفورين، مشكورين، وبتجارة أبد الدهر لا تبور!   .. نعمة من الله لمن وصل للحج، تستوجب الشكر والحمد له وحدّه، فهو المانح المعطي لهذا الشرف العظيم،  شرف من اختارهم ليكونوا حجاجا لهذا العام، وهذا شرف ما بعده شرف؛ كذلك أن يكون هذا الشرف مقروناً بشرف أكبر وأعظم وهو خدمة حجاج بيت الله  قبلة المصلين؛ فليس بسيطاً أن تكون قد تشرفت بأن تكون حاجاً وخادماً لأربعة وعشرين ألف حاج يمني فهذا شرف عظيم، وشرف أيضاً لمن اختيروا لخدمة الحجاج، في نقلهم، وتهيئة سكناهم واعاشتهم وتطبيبهم  وارشادهم، هذا شرف كببر! خدمة ينبغي المزاحمة لأدائها، والتنافس فيها، برجا الثواب من الله، ينبغي إن أتيحت لك الفرصة فلا تفوّتها.. ما سبق لخصته إليكم من وحي كلمة معالي الاخ وزير الاوقاف التوجيهية المفعمة بالروحانية في اجتماع الليلة البارحة..  وإذا كان الشكر لله واجب على نعمة أداء فريصة الحج، والتشريف بخدمة حجاجه، فمن باب الوفاء والعرفان، موصول الشكر لوزير الاوقاف والارشاد ووكيله وجميع قيادة الوزارة على ثقتهم بمن اختاروهم للعمل في اللجان لخدمة الحاجّ اليمني!  لفتة لطيفة من معالي الاخ الوزير وهو ينصح اللجان بكلمته..فيقول لكل واحد فيهم؛  لا تتضجر ولا تتأفف ولا تملّ، فشرف الخدمة عند الله كبير، ينبغي وأنت تعمل،  استشعار ذلك، وانت تخدم، استشعار ذلك، وانت تطبب، استشعار ذلك، وانت تسقي، استشعار ذلك.. أما عن الخلطة السحرية لنجاح الأعمال، قال معاليه؛ مخاطبا اللجان، عليكم بالتضامن، بالتعاون، بالتنسيق، بالتكامل؛ ففيما سبق.. تستطيعون تقديم عمل جبار وتقديم خدمة جليلة لضيوف الرحمن، يقول الله سبحانه وتعالى:  (وتعاونوا على البر والتقوى) ، هكذا يريدنا الله سبحانه وتعالى، نتعاون، ننسق، نسدد، نقارب، نبذل الجهود، الكل في خدمة الكل، الكل مع الكل، الكل على قلب رجل واحد، الكل بلسان واحد، الكل يشارك في الخدمة، فإذا لم يكن هناك تضامن وتعاون وتكامل وتنسيق، فشل العمل؛ وحلّ محلّه لا شك تعاون من نوع آخر(تعاون سلبي)، التعاون بالإثم والعدوان، وديننا  ومكاننا وزماننا لا يقبل هذا..؛ فإذا فشل العمل لا سمح الله، فلا خير في اللجان ولا من كلفها، فأحب الناس إلى الله أتقنهم، كما قال رسول صلى الله عليه وسلم، فاحرصوا على نجاح العمل اثابكم الله..  فلله الحمد والمنّة! وله الشكر، أن وفق البعثة والحجاج اليمنيين وسهل لهم سبل الوصول،  فمن الله نرجو للجميع التمام والقبول.. وجمعتكم مباركة..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي