​مرحلة انتقالية بـ 3 مستجدات.. رغبة أوروبية في بناء وجود سياسي نشط بالخليج

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> في مرحلة انتقالية وعلى ضوء 3 مستجدات خليجية، تولى وزير الخارجية الإيطالي السابق لويجي دي مايو، في الأول من يونيو الجاري، مهام منصبه كأول مبعوث خاص للاتحاد الأوروبي إلى منطقة الخليج العربي، مما يعكس رغبة بروكسل في بناء وجود سياسي نشط في المنطقة.
ذلك ما خلص إليه ليوناردو مازوكو الباحث المختص في الشؤون الأمنية لمنطقة الخليج، في تحليل بـ"معهد دول الخليج العربية بواشنطن"  (AGSIW) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن "بعض معارضي دي مايو لاحظوا أن قرار تعيينه مبعوثا خاصا إلى الخليج جاء في وقت حرج في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي".

وتابع أنه "مع تعثر المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي مع إيران وتزايد عداء طهران للغرب، حاولت بروكسل في السنوات الأخيرة إعادة ضبط موقفها في الخليج العربي"، الذي لطالما اتهمت دولة إيران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة والسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، وهو ما نفته طهران.
وأردف مازوكو أن "الجسر الجوي (لإجلاء الرعايا) في (العاصمة الأفغانية) كابول 2021 (إثر انسحاب القوات الأمريكية) كان بمثابة جرس إنذار للاتحاد الأوروبي"، بالتزامن مع استيلاء حركة طالبان على السلطة.

وزاد بأن "الدعم اللوجستي الحاسم الذي قدمته دول الخليج، وخاصة قطر والإمارات، لدول الاتحاد الأوروبي في إجلاء أفرادها العسكريين والمدنيين والأفغان المعرضين للخطر، أكد أهمية العلاقات الدبلوماسية القوية مع دول الخليج".

كما أن حرب روسيا على أوكرانيا، المستمرة منذ 24 فبراير 2022، كانت لها آثار متتالية على سوق الطاقة العالمية ودفعت الدول الأوروبية إلى تقليل اعتمادها على الوقود الروسي عبر توقيع صفقات مع المنتجين الخليجيين، وفقا لمازوكو.

وأضاف أن تلك الحرب أدت إلى "تسريع دفع الاتحاد الأوروبي نحو تعزيز العلاقات الخليجية، كما أن تزويد إيران لروسيا بطائرات بدون طيار لاستخدامها في أوكرانيا فاقم العلاقات الضعيفة بالفعل بين بروكسل وطهران".
  • شراكة استراتيجية
و"في 18 مايو 2022، أصدرت المفوضية الأوروبية وثيقة "شراكة استراتيجية مع الخليج" تحدد القضايا الأساسية والنقاط القابلة للتنفيذ لدفع الشراكة بين الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي والدول الأعضاء فيه"، بحسب مازوكو.
ولفت إلى أن "الوثيقة تؤكد الأهمية الجيواستراتيجية المتزايدة لمنطقة الخليج في النظام الدولي وتشير إلى أن العلاقة المتجذرة في المصالح المشتركة يمكن أن تعزز ازدهار وأمن أوروبا والخليج".

وتابع مازوكو أن "الاتحاد الأوروبي عزز ظهوره في المنطقة بزيادة عدد البعثات الدبلوماسية الإقليمية الدائمة والزيارات الرسمية، وحتى وقت قريب، كانت الإمارات والسعودية والكويت هي الدول الخليجية الوحيدة التي توجد بها بعثات دبلوماسية من الاتحاد".

وأردف أنه "في سبتمبر 2022، وسع الاتحاد الأوروبي تواجده الإقليمي عبر افتتاح سفارة في قطر، ويخطط لبعثة دبلوماسية بسلطة عمان في 2023، كما قام كل من رئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل بزيارة واحدة على الأقل إلى الخليج منذ 2022 ".

واستدرك مازوكو: "لكن بعد مرور عام على إطلاق الشراكة الاستراتيجية، لا تزال الجهود المبذولة لتفعيل التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول الخليج محدودة، فعلى الرغم من تحقيق تطورات واعدة بشأن قضايا الأمن، إلا أن التقدم ضعيف في الملفات الرئيسية الأخرى مثل التجارة وانتقال الطاقة".
  • مرحلة انتقالية
مازوكو قال إن منطقة الخليج تمر بمرحلة انتقالية و"شهدت في الأشهر الأخيرة تطورات سياسية ودبلوماسية كبيرة أعادت رسم الخريطة الجيوستراتيجية الإقليمية، ونظرا لأن الاتحاد الأوروبي يهدف إلى توسيع نطاق مشاركته الخليجية، فهناك ثلاثة مستجدات رئيسية في السياسة الخليجية يجب أن تأخذها بروكسل ومبعوثها الخاص في الاعتبار عند التواصل مع شركاء الخليج".

وتابع: "أولا، يمر الخليج بمرحلة خفض تصعيد، بينها الاتفاق السعودي الإيراني الذي توسطت فيه الصين لاستعادة العلاقات الدبلوماسية، والمفاوضات الجارية بين السعودية والحوثيين (لإنهاء الحرب في اليمن جارة المملكة)، وإعادة رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى جامعة الدول العربية".
وأردف مازوكو: "وقد أظهرت دول الخليج استعدادا متزايدا لبناء هيكل أمني إقليمي جديد يحل فيه الحوار البناء والتعايش السلمي محل المواجهة المباشرة والسياسات الصفرية".

وأضاف: "ثانيا، تؤكد فورة المشاركة الدبلوماسية الإقليمية على العزم المتزايد من جانب دول الخليج على إعادة تأكيد دورها في الشؤون الإقليمية، وثالثا، بعد عقود من الهيمنة الأمريكية دون منازع، أصبح النظام الدولي في حالة تغير مستمر، ولا تريد دول الخليج العربية الوقوع في خضم الصراع على النفوذ بين القوى العظمى".

وبعد زيارة لقطر في أكتوبر 2021، قال بوريل إن "الاتحاد الأوروبي غائب تماما عن المنطقة، والخليج يريد تواجدا متزايدا للاتحاد، ولدينا مصلحة استراتيجية في التعامل معهم".
واعتبر مازوكو أن "تعيين مبعوث خاص للاتحاد الأوروبي في الخليج يهدف إلى ملء هذا الفراغ السياسي وخلق جو ملائم لتعزيز الشراكة".

واستدرك: "لكن احتمال أن يحقق الاتحاد نتائج ملموسة في الخليج سيعتمد على قدرة دي مايو على الارتقاء إلى مستوى التوقعات العالية الموضوعة على دوره الجديد وقوة إرادة الاتحاد لجعل تواجده الإقليمي الموسع أمرا مهما".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى