"قصصنا".. أصحاب الهمم باليمن في مهمة إنتاج "البودكاست"

> «الأيام» العين الإخبارية:

> لم تعد فئة الصم والبكم في اليمن مجرد شريحة من ذوي الهمم، لكنها باتت إحدى الفئات الفاعلة المساهمة في توعية المجتمع.

تجسد هذا التحول في النظرة تجاه فئة الصم والبكم في اليمن من خلال مشاركة منتسبي هذه الفئة وانخراطهم في مشاريع مجتمعية واعدة تعالج مشكلات محلية، بالشراكة مع ثقافات ومجتمعات أخرى، أبرزها كان المجتمع الأمريكي.
حيث حرصت هذه المشاريع النوعية على تعزيز التبادل الثقافي بين الطلاب اليمنيين ونظرائهم في الولايات المتحدة الأمريكية؛ عبر إنتاج مواد صوتية "بودكاست"، وأخرى مرئية، تناقش قضايا مشتركة بين المجتمعين.


المشروع الذي أطلق عليه اسم "قصصنا"، نفذته منظمة "أمديست" في اليمن، بتمويل من مبادرة "ستيفنر"، وبدعم من وزارة الخارجية الأمريكية، وشارك فيه طلاب وطالبات مؤسسة رموز التنموية للصم وذوي الاحتياجات الخاصة.

تبادل ثقافي

مسؤول المشروع في منظمة أمديست، ساهر سمير، قال لـ"العين الإخبارية": إن برنامج "قصصنا" هو مشروع يهدف إلى التبادل الثقافي بين الطلاب اليمنيين والطلاب الأمريكيين؛ لإنتاج أعمال "بودكاست" مشترك بين الطلاب من البلدين، تُسلط الضوء على مشاكل مشتركة في المجتمعين.

وأشار إلى أن المشروع بدأ عام 2021، وفي شهر مايو/أيار من عام 2023 استكملنا الفصل الرابع من المشروع، والشيء المميز في الفصل الرابع هو مشاركة فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وذوي الهمم من الصم والبكم، بالإضافة إلى عدد ممن لديهم إعاقة حركية.

ويحكي ساهر سمير قصة معاناة الطلاب مع إعاقتهم خلال تنفيذ المشروع، حيث لم تمنعهم الإعاقة من إنجاز أعمال البودكاست والفيديوهات المرئية، سواءً خلال الاجتماعات الأولية أو عند إنتاج الأعمال.

وأضاف: "كانوا يأتون إلى امديست للانضمام في اجتماعات عبر برنامج (مايكروسوفت تيمز)، وبالطبع أتيحت لهم الفرصة بالتداخل مع هذه الاجتماعات عبر مترجمين من اللغة الإنجليزية إلى العربية، وبعد ذلك تُترجم من العربية إلى لغة الإشارة (للصم و البكم)، وهي خدمة وفرتها "منظمة أمديست" بالتعاون مع شركائها في هذا البرنامج".


وختم مدير المشروع حديثه بالإشارة إلى أن نهاية الفصل الرابع من برنامج "قصصنا"، تمكن الطلاب اليمنيين والأمريكيين من إنتاج 16 حلقة بودكاست صوتية، كما تمكن طلاب الصم والبكم وبكل فخر ونجاح من إنتاج أربعة فيديوهات "بودكاست مرئية" بلغة الإشارة.

عمل نوعي للصم

المشروع مثّل تحولًا في النظرة المجتمعية من المؤسسات والمنظمات لفئة الصم والبكم، عبر الاهتمام بإشراكها في معالجة ومناقشة قضايا واقعية تعاني منها المجتمعات المحلية.

وهذا ما أكدته مترجمة لغة الإشارة في مؤسسة رموز للصم وذوي الاحتياجات، أريد عباس، في حديثها مع ”العين الإخبارية"، عن جزئية مشاركة طلاب الصم والبكم في المشروع.


ولفتت المترجمة أريد عباس إلى أن القضايا التي نوقشت في أعمال البودكاست المرئي والتي أنتجها الطلاب الصم والبكم تركزت في معالجة مشكلة التغير المناخي، والتعافي من جائحة كورونا.
وأضافت أن المشروع عزز من مشاركة هذه الفئة ودمجها بشكل فاعل في المجتمع، ومنحها الفرصة للتعبير عن رؤاها وتطلعاتها تجاه المشكلات المجتمعية، واقتراح الحلول والمعالجات المناسبة لها، باعتبارها جزءا من هذا المجتمع.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى