> تتجه أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة من كل أنحاء العالم صوب القارة الأفريقية لمتابعة ضربة البداية الحقيقية في اتجاه واحدة من أهم بطولات كرة القدم وأكثرها جذبا للأنظار ، حيث تشهد أبيدجان يوم الخميس المقبل قرعة النسخة الرابعة والثلاثين من بطولة كأس الأمم الأفريقية .. وعلى مدار أكثر من ستة عقود منذ انطلاق البطولة الأولى في السودان عام 1957، شهدت البطولة العديد من التغيرات والتحولات المهمة التي جعلتها بين بطولات الفئة الثانية مباشرة في عالم الساحرة المستديرة بعد بطولة كأس العالم ، حيث تقترب في قوتها من بطولتي كأس أمم أوروبا وكأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا).

وتستحوذ البطولة في نسختها الرابعة والثلاثين على اهتمام كبير ، كونها تشهد مشاركة 12 من المنتخبات ، التي سبق لها الفوز باللقب، كما أن المنتخبات الـ 12 الأخرى في البطولة تحظى بخبرات متفاوتة في البطولة ، حيث سبق لها جميعا المشاركة في البطولة .. فيما تغيب الوجوه الجديدة عن هذه النسخة .. كما يضاعف من أهمية البطولة تأهل معظم المنتخبات الكبيرة إلى النهائيات ، كما تعود البطولة إلى كوت ديفوار بعد أربعة عقود من استضافة هذا البلد لنسخة 1984 لتكون المرة الثانية فقط التي تستضيف فيها كوت ديفوار النهائيات.

ويشتعل الصراع كل عامين على الوصول لنهائيات البطولة ، حيث يشارك في التصفيات التي تقام على مدار عدة شهور أكثر من 50 منتخبا تتنافس على بطاقات التأهل للنهائيات .. واستضافت الكاميرون النسخة الـ 33 من البطولة ، وعادت البطولة إلى توقيت إقامتها المعتاد في فصل الشتاء الأوروبي، مطلع عام 2022.

وكان خروج المنتخب الجزائري من الدور الأول إحدى مفاجآت البطولة ، خاصة أن الفريق حصد نقطة واحدة في مجموعته بالتعادل السلبي مع سيراليون والخسارة أمام منتخبي غينيا الاستوائية وكوت ديفوار .. كما ودع منتخب تونس البطولة من الدور الأول بعدما حل ثالثا في مجموعته خلف منتخبي مالي وجامبيا علما بأن الأخير خاض البطولة للمرة الأولى وحصد 7 نقاط، وحل ثانيا خلف مالي بفارق الأهداف.

وعلى غرار نسخة 2019 ، شق المنتخب السنغالي طريقه بنجاح فائق ، إلى المباراة النهائية ليواجه اختبارا عربيا آخر على لقب البطولة، لكنه هذه المرة كان في مواجهة المنتخب المصري .. وبعدما سيطر التعادل السلبي على الوقتين الأصلي والإضافي في المباراة ، انتزع المنتخب السنغالي اللقب القاري الأول له عبر ركلات الترجيح ، وحرم نظيره المصري من تعزيز الرقم القياسي الذي يحمله في عدد مرات الفوز باللقب .. وتوج الكاميروني فنسان أبو بكر بلقب هداف البطولة برصيد ثمانية أهداف رغم خروج فريقه من الدور قبل النهائي للبطولة وإحراز المركز الثالث بالفوز على بوركينا فاسو بركلات الترجيح في مباراة تحديد المركز الثالث.

وأحرز المهاجم السنغالي ساديو ماني لقب أفضل لاعب في هذه النسخة ، بعدما لعب دورا بارزا في فوز فريقه باللقب كما فاز زميله إدوارد ميندي بلقب أفضل حارس مرمى في البطولة .. والآن ، تعود البطولة في نسختها المرتقبة مطلع عام 2024 إلى كوت ديفوار للمرة الأولى منذ 1984 عندما استضاف هذا البلد البطولة للمرة الوحيدة السابقة في تاريخه، وكان من المفترض أن تنطلق بطولة أمم إفريقيا 2023 في منتصف العام الجاري ، لكنها تأجلت إلى يناير 2024، بسبب مخاوف من طقس منتصف العام في كوت ديفوار.

وتحتضن كوت ديفوار النسخة المقبلة من بطولة أمم إفريقيا ، خلال الفترة من 13 يناير المقبل حتى 11 فبراير 2024 ، إذ ستستمر لمدة 4 أسابيع، بين أفضل 24 منتخبًا في القارة السمراء .. ويتربع منتخب مصر على صدارة الأكثر تتويجًا بالأميرة السمراء برصيد 7 ألقاب ، ويحل منتخب الكاميرون ثانيًا بـ 5 ألقاب .. ويوجد منتخب مصر في التصنيف الأول ببطولة أمم إفريقيا، وبالتالي يتجنب أقوى منتخبات القارة في دور المجموعات.

* تصنيف منتخبات بطولة أمم إفريقيا 2023 :

- المستوى الأول : كوت ديفوار - المغرب - السنغال - تونس - الجزائر - ومصر.

- المستوى الثاني : نيجيريا - الكاميرون - مالي - بوركينا فاسو - غانا - الكونغو الديمقراطية.

- المستوى الثالث : جنوب إفريقيا - كاب فيردي - غينيا - زامبيا - غينيا الاستوائية - موريتانيا.

- المستوى الرابع : غينيا بيساو - موزمبيق - نامبيا - أنجولا - جامبيا - تنزانيا.

ووفقا للتصنيف ، سيوجد منتخب مصر على رأس إحدى مجموعات البطولة، وستضم مجموعته منتخبًا من كل مستوى بداية من الثاني حتى الرابع .. السيناريو الأصعب لمنتخب مصر هو الوجود رفقة نيجيريا وجنوب إفريقيا وجامبيا.

أما السيناريو الأسهل فهو الوجود رفقة منتخبات الكونغو الديمقراطية وموريتانيا وتنزانيا .. ويعد تخطي دور المجموعات أمرًا سهلًا بالنسبة لمنتخب مصر - على الورق - إذ يصعد متصدر ووصيف كل مجموعة ، بجانب أفضل 4 منتخبات حققت المركز الثالث ، من حيث النقاط والأهداف المسجلة والمستقبلة.