مورينيو يطرد تشافي وإنييستا من برشلونة.. وميسي بمهب الريح

Thursday 17 August 2023 11:19 am
مورينيو يطرد تشافي وإنييستا من برشلونة.. وميسي بمهب الريح
يمني سبورت - كووورة
----------

مع ختام موسم 2007 / 2008، انتهت حقبة المدرب الهولندي فرانك ريكارد مع برشلونة، بعدما احتل الفريق المركز الثالث في الليجا وودع دوري الأبطال وكأس الملك من نصف النهائي.

وكان لزاما على خوان لابورتا رئيس النادي وقتها، اختيار مدير فني يستطيع إعادة الهيبة للفريق، ويكون عالما ببواطن البيت الكتالوني، فاتجهت أنظاره نحو البرتغالي جوزيه مورينيو.

فبحسب صحيفة موندو ديبورتيفو الكتالونية فإن لابورتا وضع مورينيو في حساباته، نظرا لتألقه في هذه الآونة مع تشيلسي، وسابق عمله في البارسا مساعدا ومترجما للمدرب بوبي روبسون، في تسعينيات القرن الماضي.

إلا أن المحامي الكتالوني استقر في النهاية على الاستعانة ببيب جوارديولا، المغمور وقتها على المستوى التدريبي، لينجح رهانه ويتمكن الإسباني من صناعة أمجاد أسطورية للبارسا، بعدما كون فريقا خرافيا هيمن على أوروبا بإنجازات عديدة على رأسها سداسية تاريخية في 2009.

وفي الحلقة السادسة من سلسلة "ماذا لو؟"، نستعرض الإجابة على سؤال "ماذا لو قرر لابورتا تجاهل جوارديولا والتعاقد مع مورينيو في 2008؟".





اصطدام

اشتهر برشلونة بفلسفة كروية يعد الإمتاع أحد أركانها المهمة، ما لا يتلاقى مع طريقة مورينيو، التي تميل للصرامة والإحكام التكتيكي.

فالتقني البرتغالي برز على الساحة الأوروبية في 2003، عندما قاد بورتو لحصد ثلاثية مميزة (الدوري والكأس وكأس الاتحاد الأوروبي)، ثم توهج وتسيد القارة العجوز في الموسم الذي يليه، عندما توج مشواره مع التنانين بلقب دوري الأبطال 2004.

وبعدها انتقل لتدريب تشيلسي ليشكل الفريق الدفاعي الأقوى في تاريخ البريميرليج، فالبلوز في أول مواسم "مو" نالوا لقب الدوري الإنجليزي برقم خيالي، حيث تلقت شباكهم 15 هدفا فقط.

وخلال هذه الـ3 سنوات المذهلة، ربما لم يقدم مورينيو الكرة الأمتع، لكنه حقق نجاحاته معتمدا على تكتيكات محكمة وصارمة وأسلوب لعب حاد ومباشر للغاية.

وربما لو انتقل البرتغالي لتدريب برشلونة خلفا لريكارد، لاصطدم بتقاليد البارسا، ما كان سيفضي في النهاية إلى أحد طريقين، إما تغيير الهوية الكتالونية، أو الإطاحة بالمدرب سريعا.



تشافي وإنييستا وميسي

ظهر الثلاثي بشكل جيد للغاية مع ريكارد، لكنه ارتقى لمصاف عباقرة اللعبة تحت قيادة بيب جوارديولا.

وحال تولى مورينيو تدريب البارسا عقب الهولندي، فإنه ليس من الغريب توقع تفكيك ثنائية تشافي وإنييستا الضعيفة بدنيا لحساب صفقات أكثر قوة من حيث البنيان والسرعة.



فبالنظر إلى تركيبة الوسط في تشكيلة مورينيو مع تشيلسي بموسمي 2005 و2006، يتضح اعتماده على ثنائي بدني رهيب مكون من مايكل إيسيان وكلود ماكيليلي، وثالثهما كان فرانك لامبارد صاحب المجهود الوفير والقدرات الجسمانية الجيدة.

ومن المؤكد أن تشافي وإنييستا كانا سيعانيان بشدة مع مورينيو، ولربما اضطرا للرحيل عن البارسا وهو سيناريو مرجح وقتها.

أما ليونيل ميسي فمن المؤكد أن عبقريته الاستثنائية كان ستخلق مكانا له في أي أسلوب لعب، لكن أيضا كانت ستوجد احتمالية عدم بروزه بنفس الشكل المذهل في فترة بيب جوارديولا، الذي وظفه بمركز المهاجم الوهمي.

فمورينيو يميل في معظم فتراته التدريبية للاعتماد على مهاجم قوي وقناص، على غرار ديديه دروجبا، روميلو لوكاكو، تامي أبراهام وغيرهم، ما يعني أن ميسي على الأرجح كان سيستمر كجناح أيمن.



إنتر

كان البرتغالي بطل الحقبة التاريخية من عمر إنتر الإيطالي، بعدما قاده لثلاثية الدوري والكأس والتشامبيونزليج في 2010.

وحال تولى مورينيو تدريب البارسا، لحرم إنتر من فرصة التعاقد مع سبيشيال وان، ولضاعت فرصة كتابة سطور هذا المجد التاريخي للأفاعي.

ريال مدريد

صحيح أن مورينيو لم ينجح في حصد لقب دوري الأبطال مع ريال مدريد، لكنه أعاد الهوية للملكي وشكل فريقا عاد للواجهة الأوروبية بعد غياب وتأهل 3 مرات متتالية لنصف النهائي، بعدما خرج 6 مرات متتالية من دور الـ16 في الفترة بين 2005- 2010.

ولو كان مورينيو مدربا للبارسا، لربما واصل الملكي تخبطه القاري، حتى يجد مديرا فنيا قديرا يستطيع انتشاله من كبوته الأوروبية.



جوارديولا

تخيل معي عزيزي القارئ أن بيب جوارديولا لم ينل فرصة تدريب البارسا، وخسرها لحساب مورينيو.

لو حدث ذلك لربما فقدت كرة القدم أحد أبرز عباقرتها على الإطلاق، فتجربة البارسا المبهرة كانت المرجعية التي استند عليها بيب ليشق طريقه نحو تولي المهمة بعد ذلك في بايرن ميونخ ومانشستر سيتي.

فمن كان من الأندية الكبرى سيقدم على توظيف مدرب عبقري مغمور بدون أي تجربة كبيرة؟