طغيان الجهل والنخب الغائبة..

د. محمد شداد
الأحد ، ٠٩ يوليو ٢٠٢٣ الساعة ١٠:٢٨ صباحاً

قال حايم وايزمن مخاطباً النخب اليهودية عقب أول حرب عربية إسرائيلية لم تنتصروا بقدراتكم وذكاءكم على العرب وإنما بتفرق أيادهم واختلاف رؤاهم وسوء صنيهعم..

طغت الحوثية وعادت السلالية بكلكلها ليس بقدراتها وتفوقها وإنما نتيجةً لوجود كارثة سياسية مركبة جهل حزبية، عصبية وإقصاء لكل وطني جمهوري شريف مورست في قمة الهرم الجمهوري مارسها الكهول وصدقها الأحفاد فضلوا إلا من رحم الله..

لا تجد حفيد لأحد صناع القرار والذين هيمنوا عليه لعقود حاملاً لمعرفة أو صانعاً لفكرة أو مستوعبًا لحقيقة ما يجري حوله من صراع ومفتقراً إلى التفكير الكفء..وهم الذين كانوا يعدون لحمل راية مستقبل البلد الحزين..

كما اتكأ السلالي على سلاليته للترقي والصعود اتكأ الحزبي على حزبيته والمذهبي على مذهبيته، القبيلي على قبليته وعصبويته والشيخ للعيش والترقي والاقتيات والمتغطي بتلك اللحافات صبح بعد عُسرٍ عريان ..

لو فتشنا على مخزونهم الثقافي لعثرنا على مخزون ضخم من المسلمات المتعلقة بالوطن والناس والسياسة والأفكار والأحداث، وتمييز المجتمع عى أسس هذا جبان وهذا عرقه سامي وهذا محتال وهذا ماهر أصيل وهذا فوضوي جاهل.. ولن يكون بمقدورنا حلحلت مشكلاتنا المعقدة إذا لم نعالج طرق التفكير لدينا لأن الأسس العميقة لكل مشكلات اليمن قابعة في عقولها ومدارك نفوسها، فعلى الشعب اليمني أن يضرب على جذورها فضربةً واحدةً على الجذر كما قيل خير من ألف ضربة على الأغصان.. بالمقابل تجد الكثير ممن يتحدثون باستفاظه عن الحداثة وأسس الدولة والعولمة والقرية الكونية وصدام الحضارات إلا أنه غير قادر على تغير نمط تفكيره القديم تجد هناك ميل وانجذاب هائل نحو العنصرية والقروية والطائفية، برغم الحرب لشاملة والأحداث المروعة والدماء التي سفكت كما لم تسفك من قبل..

سيكون من المفيد لمن هم تحت سيف الإمامة ولمن نفذوا بجلودهم منها إلى مناطق الشرعية، أن يعيدوا حساباتهم ومعالجة التورم والتخلص من كهانة المعتقدات ومن مرض الأنا وانتفاخ الذات وإزالت المخلفات التي رانت على قلوب الناس فاكتساها الظلام حيث نُكبوا وانتكبوا...

وسيكون من المفيد حين نسمع حكماً لا يستند على أي فكرة مغلوطة ونتعرف على النماذج التي تسند ذلك الحكم وسيصل الوطن آنذاك إلى نماذج من القادة مخالفة لما هو مفوم وشائع..

ليس ثمة نظرية مطلقة بل لها كما يقال شواذ والحكم هنا على الأعم والطاغي من تلك المفاهيم، التي لن يتحرر الوطن في ظل وجودها وهي تعشعش في قلوب الناس تحديداً النخب ومن أعقبهم والتف حولهم وسار على نهجهم وهداهم..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي