مشاورات محمومة لتشكيل مجلس لأبناء عدن

> عدن - برلين «الأيام» خاص/ دوتشيه فيله:

>
  • خبير بريطاني: قبول إقليمي بتقسيم اليمن وصراع لضمان الجنوب
> شهدت مدينة عدن خلال فترة العيد مشاورات محمومة بين أطراف سياسية عدنية تسعى لإنشاء مجلس سياسي يقوم بتمثيل أبناء محافظة عدن.

وقالت مصادر حضرت تلك المشاورات لـ "الأيام" إن اللقاءات مازالت تتواصل حاليا وقد قطعت شوطا كبيرا في اختيار ممثلين عن المكونات المحلية والمستقلين في سبيل العمل على إشهار المجلس الجديد.

وبحسب نفس المصادر فإن المجلس سيطالب بمبدأ الحكم الذاتي من أبناء عدن لمحافظتهم لإنقاذهم من التدهور الكارثي في مختلف القطاعات الخدمية والمعيشية والتعليمية والصحية وتردي البنى التحتية للمدينة.

ويطالب المشاركون أيضا بضم أعضاء بارزين في السلطة القضائية لتشكيل هيئة لمكافحة الفساد المالي في الموارد العامة ووقف أعمال نهب الأراضي والممتلكات، وإنهاء الانفلات الأمني وتصاعد الجريمة.

وأضافت المصادر أن جزءا كبيرا من النقاشات دار حول تحديد "هوية العدني" وكان هناك اتفاق على استخدام تعريف لجنة الجنسية من حقبة الستينيات التي عرفت العدني بـ "كل مواليد عدن لأبوين من الجنوب انتقلا إلى عدن أو من أقام فيها لثلاثين عامًا وقطع علاقته بموطنه الأصلي"، بالإضافة إلى بقية اشتراطات تلك اللجنة لضمان حقوق أبناء عدن.

ورفض المشاركون في اللقاءات تأكيد أن تلك الاجتماعات كانت برعاية إقليمية، لكنهم بذات الوقت أبدوا استعدادهم التعاون مع أي جهة ستدعم قيام مجلس يمثل أبناء عدن.

من جهة أخرى، حذر تقرير ألماني من صراع محتدم ستشهده عدن وتقف خلفه قوى إقليمية ساعية للسيطرة على الجنوب، مؤكدا بأن تشكيل مجلس حضرموت الوطني، الذي يعد أول مجلس إداري تدعمه السعودية في المحافظات الجنوبية، سيعقبه تشكيل ثاني مجلس من نوعه في وقت لاحق من الشهر الجاري في مدينة عدن.

وقال التقرير المنشور أمس الجمعة بموقع "دوتشيه فيله" الألماني أن السعودية تسعى إلى زيادة نفوذها في مدينة عدن والجنوب بعد فشل مفاوضاتها مع الحوثيين، وفي ضوء ذلك يرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل تحولا استراتيجيا بخطة الرياض في اليمن.

وبحسب التقرير، سوف "تعمل هذه الكيانات المدعومة من السعودية بمجرد الانتهاء من تكوينها، على تعزيز فكرة اليمن الموحد في تناقض صارخ مع المجلس الانتقالي الجنوبي والذي يسعى لاستعادة دولة الجنوب".

وفي مقابلة مع موقع "دوتشيه فيله"، شدد ماثيو هيدغز، الخبير في الشأن اليمني والمقيم في لندن، على أهمية توقيت إعلان مجلس حضرموت، قائلا: "يتزامن ذلك مع ما يبدو من فشل في مفاوضات السلام بين السعودية وميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، لذا تريد السعودية ضمان موطئ قدم في الجنوب، على الرغم من أنه كان من الممكن أن تقوم بذلك منذ سنوات".

وأشار الخبير البريطاني المستقل إلى أن هذه الخطوة "يمكن أن تكون مؤشرًا على قبول السعودية بفكرة تقسيم اليمن".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى