مسؤول عسكري: الحوثي نصب منصات صاروخية ومسيرات على جبهات مأرب

> "الأيام" غرفة الأخبار:

> ​تكثف قوات صنعاء من تحركاتها العسكرية باتجاه محافظات جنوب اليمن، حيث دفعت بتعزيزات بشرية وآليات إلى محافظة الضالع، وسط البلاد، وذلك بالتزامن مع تعزيزات أخرى وصلت إلى محافظة تعز البوابة الأخرى لمحافظات جنوب البلاد.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن جماعة الحوثي دفعت خلال اليومين الماضيين، بتعزيزات مكونة من آليات وعشرات المقاتلين إلى مناطق بالقرب من خطوط التماس في مديرية قعطبة ومريس، شمالي المحافظة، وذلك ضمن دفعات من التعزيزات بدأتها الجماعة منذ نحو أسبوعين.

وكشف نائب رئيس المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية العقيد صالح القطيبي، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "تحشيدات الحوثيين لا تقتصر على جبهة واحدة، بل حشدوا خلال الفترة الأخيرة في مختلف الجبهات، بما فيها جبهات محافظة مأرب المختلفة، ومن خلال الرصد والاستطلاع تبين أنها تنصب منصات صاروخية وأخرى لإطلاق المسيرات على أكثر من جبهة".

وأضاف القطيبي: "الجماعة حالياً في فترة انتهاء عمل مراكز التدريب الصيفية، وتحشد من استغلتهم وغررت بهم خلال هذه الفترة للزج بهم إلى محارق جديدة، لكن الجيش جاهز وهو لهم بالمرصاد، وسيرد بقوة ضد أي هجوم للمليشيا".

وتعليقاً على تلك التحركات والتهديدات، قال الخبير العسكري اليمني العميد ركن محمد الكميم في حديث لـ"العربي الجديد"، إن جماعة الحوثي "لم تتوقف عن التحشيد خلال زمن الهدنة ولم تتوقف عن إطلاق التهديدات، ونحن خبرنا هذه المليشيا عبر 19 سنة من القتال ضدها منذ الحرب الأولى في صعدة (2004)، هي تقبل بالهدنة عندما تكون في رمقها الأخير، وفي أضعف حالاتها، وتقبل بالهدنة فقط من أجل إعادة الاستعداد القتالي، والتهيؤ لجولة جديدة من الحرب".

وأضاف الكميم أن "الجماعة قبلت بالهدنة عندما كانت في مرحلة ضعف، ودفعت بقوات ضخمة للسيطرة على مأرب وفشلت وتكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، ثم بدأت باستثمار الهدنة، فبنت قواتها من خلال استقطاب مقاتلين جدد عبر المراكز الصيفية التي أقامتها والعروض العسكرية، ومنحتها الهدنة فرصة لدخول الأسلحة الإيرانية من دون تفتيش، وضغطت لتحقيق مكاسب سياسية". وأشار إلى أن الجماعة "أعادت تأهيل قواتها وهي تتجه نحو الحرب مجدداً لأنها لا تعيش إلا على الحروب".
خرق الحوثيين للهدنة

ولفت الكميم إلى أنه "خلال فترة الهدنة الحالية لم تتوقف المليشيا عن هجماتها سواء بالطيران المسير، أو محاولات التسلل، والقصف المدفعي والصاروخي في مختلف جبهات القتال"، مؤكداً أنه سقط العشرات من القتلى والجرحى من القوات الحكومية خلال هذه الفترة جراء هجمات الحوثيين وخرقهم للهدنة".

واعتبر أن الجماعة اعتادت على شن هجمات "خلال فترات الهدن لتسيطر على مساحات وأراض وتنتزع مواقع، من دون أن تلقى رداً حرصاً على الهدنة، وهذا أمر اعتدنا عليه، وقد يكون هو ما تسعى إلى تنفيذه من خلال حشودها الأخيرة إلى بعض الجبهات".

ورأى الكميم أن ما يجري من توتر أمني في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظات أخرى خاضعة تحت سيطرة الحكومة جنوبي البلاد، "وسيلة حوثية لزعزعة الأوضاع الأمنية، وضعضعة ثقة الشعب بالقيادة وبالقوات المسلحة، وإشغال للقوات المسلحة في خطوط التماس بما خلفها، وهذا مخطط معروف يقف فيه الحوثي وأكثر من طرف من التنظيمات الإرهابية بمن فيهم القاعدة وداعش". واعتبر أن "الحوثي وبقية الجماعات الإرهابية جميعاً ينسقون مع بعضهم، ويخدمون مخططا واحدا هو تدمير اليمن".وعن مو

ازين القوى، قال الكميم إنه على المستويين السياسي والعسكري "لصالح مجلس القيادة الرئاسي، فسياسياً دول العالم كلها لا تعترف الا بالحكومة الشرعية، كما أنه على الجانب العسكري أصبح موقف مجلس القيادة أقوى بعد ضم جميع القوى الفاعلة تحت قيادة مجلس واحد في إبريل 2022"، وذلك بعد أيام على بدء سريان الهدنة مع الحوثيين.

واعتبر الكميم أن "من مصلحة مجلس القيادة الرئاسي القتال في هذه الأوضاع"، مضيفاً أنه في حال هاجم الحوثيون "وقرر مجلس القيادة أن يوحد صفوفه ويهاجم فستكون النتيجة انتصارات حاسمة وكبيرة للمجلس على مستوى اليمن".

ويرجح مراقبون ألا تشن الجماعة حرباً كبيرة يمكن أن تخسر تبعاً لها ما تحقق من مكاسب خلال فترة الهدنة، بما فيها عائدات ميناء الحديدة الضخمة التي تكسبها منذ فتح الميناء، إضافة إلى فتح مطار صنعاء إلى وجهات معينة.

وشهدت عدن خلال الأيام الأخيرة توتراً أمنياً متصاعداً وصل في بعض حالاته إلى مواجهات واشتباكات بين مسلحين وقوات أمنية في عدد من مديريات المحافظة، وكان أكثر الحوادث لفتاً للانتباه سلسلة انفجارات دوّت ظهر السبت الماضي، تبين لاحقاً أنها ناتجة من انفجار مخزن للذخيرة في معسكر الشعب بمديرية البريقة، وهو معسكر لقوات "الحزام الأمني" التابعة لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، المدعومة من الإمارات.

وأوضح بيان لتلك القوات صدر لاحقاً أن الانفجارات لم تسفر عن ضحايا، وأن سببها احتكاك كهربائي في مخزن للذخيرة. كما تشهد محافظة أبين المجاورة منذ عدة أشهر عمليات ضد القوات المشتركة، التي تنفذ حملة أمنية منذ أغسطس/آب الماضي، أسفرت عن مقتل العديد من أفراد تلك القوات وإصابة آخرين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى