آخر تحديث :الأحد - 28 أبريل 2024 - 08:31 ص

منوعات

مشروبات الطاقة.. إدمان جديد قد يسبب الموت المفاجئ

الإثنين - 08 مايو 2023 - 05:17 م بتوقيت عدن

عدن تايم- وكالات

تابعونا على

د.
شهدت مستشفيات الولايات المتحدة عام 2009 استقبال أكثرمن 10 آلاف حالة طوارئ، بسبب مشروبات الطاقة، وتضاعف العدد عام 2011 ليصبح 20 ألف حالة، في مؤشر أثار مخاوف من تلك المشروبات وتأثيراتها في الصحة، خاصة لدى الشباب والمراهقين.

وفي هذا الإطار، تحدث البروفيسور فواز العنزي أستاذ أمراض القلب والباطنية في جامعة ديوك الأميركية لـ القبس، قائلاً إن «خطورة هذا النوع من مشروبات الطاقة أبعد مما قد نظن»، مطلقاً توصيفاً خطيراً عليها بأنها «إدمان من نوع جديد».

وقال العنزي:«لا معطيات علمية لدعم ما يقال عن ان مشروبات الطاقة تسهم في تحسين الأداء الرياضي أو الجسمي أو العقلي، أو تجعل الشخص قادراً على القيادة، إذا كان متعباً، بل على العكس، قد تكون خطرة في بعض الحالات، وتسبب الموت المفاجئ، وقد تم تسجيل حالات وفاة عديدة بسبب تناول مشروبات الطاقة».

بيّن البروفيسور العنزي أن «مشروبات الطاقة تحتوي على نسبة كبيرة من الكافيين والسكر، وبعض المكونات الأخرى، مثل الغوارانا والكارنيتين والتوراين والجينسينغ والسكر وفيتامين ب، لكن الكافيين هو المكون الأساسي لمشروبات الطاقة، التي تعتبر أكثر خطورة على القلب من المشروبات التي تحتوي على الكافيين فقط (مثل القهوة)، لأن خلط الكافيين مع هذه المكونات يزيد من نسبة الكافيين، كما أن هذه المواد نفسها (الغوارانا والتوراين والجينسينغ) تحتوي أيضاً على الكافيين. كما تزيد نسبة مستويات الكافيين في مشروب الطاقة عن الجرعة المسموح باستهلاكها للبالغين، التي تصل إلى 400 ملليغرام من الكافيين يومياً. لكن عندما يتعلق الأمر بالمراهقين، توصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بعدم الحصول على أكثر من 400 ملليغرام يومياً».

تأثيرها في القلب

أوضح العنزي أن «الكثير من الكافيين يسبب زيادة دقات القلب السريعة، وارتفاع ضغط الدم، وآلام الصدر، كما يمكن أن يسبب آثاراً جانبية مثل مشكلات النوم، والأرق، والإرهاق الشديد، واضطراب المعدة»، مردفاً: «الكافيين يمكن أن يسبب مشكلات أكثر خطورة للأشخاص الذين يعانون أصلاً مشكلات في القلب، أو الذين يتناولون أدوية معينة، خاصة أدوية ضغط الدم وأدوية اضطرابات كهرباء القلب. كما أن مشروبات الطاقة قد تسبب الوفيات القلبية المفاجئة لدى الشباب الأصحاء. نظراً لوجود كميات كبيرة من الكافيين والسكر فيها».

وأشار إلى دراسة صادرة من جمعية القلب الأميركية، قبل عدة أشهر، توصلت إلى أن «استهلاك ليتر واحد من مشروبات الطاقة (مايعادل 3 عبوات صغيرة تقريباً) يمكن أن يتسبب في التأثير على مخطط كهرباء القلب بشكل واضح، ما قد يؤدي إلى مضاعفات غير متوقعة في نمط النبض وضغط الدم».

وأفادت الدراسة بأن «معايير الخطورة تبدأ باستهلاك 400 ملليغرام من الكافيين، خلال فترة قصيرة. كما أنها ترفع من مخاطر الذبحة الصدرية واضطراب نمط القلب، بل والموت المفاجئ».

وأضاف العنزي أن «مشروبات الطاقة أكثر خطورة على قلب من لا يتناول القهوة بشكل يومي، من الذي يستهلك الكافيين بصورة دورية».

تنبيه مهم

نبه البروفيسور فواز إلى أن «مشروبات الطاقة ليست بديلاً عن الراحة والنوم، ومن الضروري استشارة الطبيب قبل شرب أي من مشروبات الطاقة، إذ قد يكون الشخص مصاباً بمرض يؤدي مشروب الطاقة إلى تفاقمه، أو إلى حدوث مضاعفات خطيرة، حيث إن الكافيين يمكن أن يجعل الشخص مستيقظاً فترات أطول، إلا أن قدراته على الحكم على الأشياء والعمل قد تبقى غير كافية»، مضيفاً: «كونك مستيقظاً نتيجة شربك مشروب الطاقة لا يعني أنك لست بحاجة إلى الراحة، وأنك قادر على قيادة السيارة مثلاً، إذ إنه رغم تناولك مشروب الطاقة، فقد تكون قدرتك على التركيز والاستجابة ورد الفعل في الطريق قليلة، ما قد يعرضك إلى خطر الحوادث التي قد تكون قاتلة».

معلومات مهمة

◄ لا معطيات علمية لدعم مزاعم مشروبات الطاقة حول تحسينها الأداء الجسمي والعقلي.

◄ قد تسبب الموت المفاجئ أحياناً وقد تم تسجيل وفيات ربطت بتناول مشروبات الطاقة.

◄ تحتوي على نسبة كبيرة من الكافيين والسكر ومكونات أخرى مثل الغوارانا والكارنيتين.

◄ كثرة الكافيين تتسبب في زيادة تسريع دقات القلب وارتفاع ضغط الدم وآلام في الصدر.

◄ استهلاك الكثير من مشروبات الطاقة قد يؤدي إلى الإصابة بالنوع الثاني من السكري.

مكونات مشروبات الطاقة

1 - الكافيين

تحتوي العبوة الواحدة من مشروبات الطاقة على كمية من الكافيين تتراوح بين 72 مليغراماً و150 مليغراماً، كما قد تصل في بعض الأنواع (العبوات الكبيرة) إلى 300 مليغرام أو أكثر. وهذا يعني أن الشخص قد يتناول كمية كبيرة من الكافيين، لذلك ينصح البروفيسور فواز بألا تتجاوز كمية الكافيين اليومية التي يشربها الشخص من مشروب الطاقة مئة إلى مئتي ملليغرام. أما إذا كان يعاني من أمراض معينة، مثل ارتفاع ضغط الدم، فينصح بمقدار أقل من ذلك.

2 - التورين

حمض أميني يوجد في مشروبات الطاقة، ويزعم أنه يقلل مخاطر السكري والصرع، وأنه يزيد الأداء الرياضي، لكن البروفيسور فواز أكد أنه لا معطيات علمية تدعم أياً من هذه الادعاءات.

3 - الغوارانا

بذور نبات في منطقة الأمازون، تحتوي على تركيز مرتفع للغاية من الكافيين. وبالتالي، فإن لها تأثيرات الكافيين نفسه، ولها مخاطره وآثاره الجانبية.

4 - فيتامين ب

يُضاف إلى مشروبات الطاقة، بدعوى أنه يحفز الأداء العقلي والجسمي. لكن معظم الأشخاص يحصلون عليه من الغذاء، خصوصاً عندما يكون متوازناً وصحياً، كما أن تناول كميات كبيرة من فيتامين ب له مخاطر على الصحة.

5 - الكارنيتين

مركب طبيعي يصنع في الكبد والكلى، ويُدَّعى أنه يساعد على التعافي بعد الأداء الرياضي، لكن لا معطيات علمية لدعم هذا، بالإضافة إلى أن تناول أكثر من 3 غرامات منه يومياً قد يسبب الغثيان والقيء والإسهال.

6 - الجنسينغ والجينكوبيلوبا

عشبان يقال إنهما يحفزان الطاقة، ويزيدان القدرة الجنسية، لكن لا أدلة علمية لدعم ذلك. كما أن هذين العشبين قد يتداخلان مع تأثير بعض الأدوية، مثل الأنسولين، وخافضات السكر الفموية، ومميّعات الدم، ومدرات البول.

7 - كمية هائلة من السكر

تحتوي مشروبات الطاقة أيضاً على 21 إلى 34 غراماً من السكر لكل عبوة، وفقاً لدراسة أجريت عام 2013 في مجال طب الأطفال، وأشارت إلى أن المستخدمين الذين يتناولون عبوة أو ثلاثاً من مشروبات الطاقة يحصلون على أربعة إلى ستة أضعاف الحد الأقصى المسموح به يومياً من السكر، وأن الشباب الذين يتناولون مشروبات الطاقة بانتظام يمكن أن تكون لديهم فرصة أكبر للسمنة ومشكلات الأسنان. ومع مرور الوقت، قد يؤدي استهلاك الكثير من مشروبات الطاقة إلى الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري، الذي يزيد أيضاً خطورة الإصابة بأمراض القلب.