تقرير: أطراف الصراع اليمني لن تتنازل عن استحقاقات ومكاسب الحرب

> تقرير/ كريم شفيق:

> ​رغم الجهود الحثيثة لإيجاد مقاربة سياسية تصل بنتيجة للأزمة في اليمن، إلا أنّ الوقائع تؤشر إلى صورة قاتمة تقبض عليها التعبئة المستمرة من قبل جماعة الحوثي، خروقات وانتهاكات لا تعد مباغتة أو عرضية، تصطدم بعمليات التهدئة الإقليمية، تحديدا بعد الاتفاق الثلاثي بين إيران والسعودية برعاية الصين، فيما يبدو أنّ التسوية الأخيرة بين الخصمين الإقليميين لا تعني بالضرورة انعكاسات مباشرة وحتمية على الوكلاء المحليين في مناطق الصراع.
  • استحقاقات الحرب
وفي حديثه لموقع "حفريات" يقول الباحث المصري المتخصص في العلوم السياسية، د. سامح مهدي، إنّ "ممارسات الحوثي لا تعكس سوى طبيعة الميليشيات التي تتمرد في لحظة التسوية على القوى التابعة لها، مع الأخذ في الحسبان أنّه سواء كانت الأجسام السياسية المسلحة لها طبيعة عقائدية أو مجرد أداة وظيفية، ففي الحالين لا تقبل بأيّ تسوية سريعة وبراغماتية، بل تنقلب بسلاحها ضد مصالح الطرف الذي كانت ترتهن لحسابه، والتاريخ يحفل بوقائع عديدة وحوادث مماثلة تثبت أنّ الميليشيات التي تستخدمها الدول لعسكرة بعض الملفات الإقليمية لتحقيق حساباتها الاستراتيجية في لحظة محددة تتحول إلى عبء سياسي وأمني لاحقا".

ووفق مهدي، فإنّ "الحوثي سيظل على درجة الولائية باعتباره تنظيما عقائديا ينتمي للإسلام السياسي في نسخته الشيعية، وربما، (الخمينية)، لكن على طريقته، وبما يسمح له بالاستثمار السياسي داخل اليمن والبحث عن حواضن جديدة للمراحل المستقبلية"، لافتا إلى أنّ "العناصر الميلشياوية في اليمن، لن تتنازل بسهولة عن استحقاقاتها في الحرب لحساب أهداف إيران السياسية والإقليمية سواء كانت تكتيكية أو استراتيجية".
  • عدوان الحوثي
وذكر بيان القوات الجنوبية أنّها "تمكنت من صد هجوم لجماعة الحوثي في جبهة طور الباحة (حيفان شمال محافظة لحج)، موضحا أنّ "الوحدات القتالية للقوات الجنوبية تصدت لهجوم العدو الذي شن قصفا بالسلاح الثقيل على المواقع المحررة عقب هزيمته العسكرية، والقصف أسفر عن سقوط مدني كان في منزله إثر القصف العشوائي".

إذا، هذه الانتهاكات التي تتزامن مع التقارب السعودي الإيراني، تؤكد أن الحوثي "ليس جماعة سلام، ولن يكون"، حسبما يوضح عضو مشاورات الرياض ومستشار وزير الثقافة والسياحة اليمني، الدكتور ثابت الأحمدي الذي قال: "لم نسمع يوما ما في التاريخ أنّ عصابة ما قد تعاملت مع الناس باحترام، العصابة عصابة، مهمتها فرض الجبايات والإتاوات وشن الاعتداءات بشتى الطرق، وميليشيات الحوثي عصابة سلالية بغيضة مهمتها الأذى والابتزاز، ولن تكون إلا كذلك، ونؤكد هنا للمرة المليون بأنه واهم ثم واهم من ظن أنّ عناصر الحوثي رجال سلام، أو فيهم من يهتم بالحوار، وهذا باختصار".

وحول الرسائل التي يبعث بها الحوثي من خلال هذه الهجمات العنيفة، يقول الأحمدي: "الهجمات هي مواصلة مشروع الحرب والتدمير الذي تتبناه الجماعة أساسا منذ انقلبت على الدولة منتصف العام 2004، وهي تمارس نوعا من الابتزاز السياسي تجاه المملكة العربية السعودية، لفرض مزيد من الطلبات والشروط فقط، لأنّ المملكة بالنهاية دولة، تسعى للاستقرار والأمن والتنمية بأيّ ثمن".
  • مناورة برعاية طهران
كما أنّ إيران نفسها تعطي هامشا من الحرية في التحرك، وفق عضو مشاورات الرياض، وقد تغض الطرف عن بعض الممارسات التي ينفذها الحوثي "من تلقاء نفسه"، لقياس مدى فاعليتهم بمفردهم من دون طهران.

ويضيف: "ولا شك أنّ التداعيات سلبية للغاية، وتجعل الأمور أكثر تعقيدا، وبالنهاية من يدفع الثمن هم المواطنون اليمنيون، وليس الحوثي الذي لا يهتم بأيّ معاناة تتفاقم وتجعل الصورة بهذه القتامة".

ويختتم الأحمدي حديثه قائلا إنّ العقبات في طريق الحل السياسي تتزايد على خلفية "الألغام الحوثية" و"الرسائل المفخخة"، فضلا عن الإدارة الأمنية للأزمة، من ثم "لا أرى أيّ حل ممكن ومحتمل إلا من خلال كسر شوكة الحوثي عسكريا والقضاء عليه، أما ما يسمى بالسلام مع الحوثي فهو مجرد بيع للأوهام مع أنفسنا لا أكثر".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى