​حرب اليمن أولا.. واشنطن تسعى لاستعادة زخم العلاقات مع الرياض

> «الأيام» العرب:

>
تسعى الولايات المتحدة إلى استعادة زخم العلاقات مع السعودية وذلك للحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط في ظل التحولات الدراماتيكية التي تشهدها المنطقة والعالم، بعد التقارب السعودي-الآسيوي وعلى وجه الخصوص الصين التي حققت انتصارا على واشنطن برعايتها اتفاقا بين المملكة وإيران لاستئناف العلاقات الدبلوماسية.

وظهر تغير الموقف الأميركي من التصعيد ضد السعودية إلى الهدوء في التعاطي عقب قرار السعودية وعدد من أعضاء منظمة "أوبك+" الشهر الحالي بخفض إنتاج النفط لأكثر من مليون برميلا، حيث قال الرئيس جو بايدن إن "الأمر ليس بالسوء الذي تتوقعونه".

وفي مسعى لتنشيط العلاقات بعد إدراك واشنطن بأن أي عملية لاستعراض العضلات أو تصعيد مع السعودية لن يكون في صالحها، وقد يعمق الفجوة بينها وبين الرياض، أجرى مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان اتصالا هاتفيا بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الثلاثاء ناقشا خلاله إيران والخطوات الرامية لإنهاء الحرب في اليمن.

كما أفادت وكالة الأنباء السعودية "واس"ان الأمير محمد اجتمع الثلاثاء بالسيناتور الأميركي، ليندسي غراهام "لبحث العلاقات بين البلدين وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك" حيث حضر اللقاء من الجانب السعودي، وزيرا الدفاع والخارجية الأمير خالد بن سلمان، والأمير فيصل بن فرحان، ومستشار الأمن الوطني، مساعد العبيان ومن الجانب الأميركي القائمة بأعمال السفارة مارتينا سترونغ.

ووصف ليندسي غراهام، الأربعاء، لقاءه مع ولي العهد السعودي في جدة بأنه "مثمر وصريح".
وقال غراهام في تغريدة عبر توتير "كان لي للتو لقاء مثمر للغاية وصريح مع ولي العهد السعودي وفريق قيادته".

وأضاف أن "فرصة تعزيز العلاقات بين واشنطن والرياض حقيقية، والإصلاحات الجارية في السعودية حقيقية بذات القدر".

ويأتي الاجتماع والمكالمة في خضم التطورات الجديدة على الساحة الإقليمية بعدما توسطت بكين في الآونة الأخيرة في اتفاق لإعادة العلاقات بين السعودية وإيران في عملية لم تشارك فيها الولايات المتحدة والجهود الإقليمية لإنهاء الأزمة اليمنية.

كما يأتي وسط مؤشرات على أن السعوديين والحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن يحرزون "تقدمًا ملحوظًا" نحو إيجاد نهاية دائمة للصراع المستمر منذ تسع سنوات، بعد أن التقى السفير السعودي لدى اليمن محمد بن سعيد أل جابر بمسؤولين من جماعة الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء الأحد لإجراء محادثات تهدف إلى تسريع المفاوضات بشأن إنهاء الحرب.

واجتمع وزيرا خارجية إيران والسعودية في بكين الأسبوع الماضي بعدما اتفق البلدان على إنهاء القطيعة الدبلوماسية بعد سنوات من العداء الذي أجج صراعات في أنحاء الشرق الأوسط.

وقال البيت الأبيض في بيان الثلاثاء إن " سوليفان وولي العهد (الأمير محمد بن) سلمان ناقشا أيضا التوجهات الأوسع نطاقا لوقف التصعيد في المنطقة بينما شددا على ضرورة الحفاظ على قوة ردع للتهديدات من إيران ومناطق أخرى. وأعاد سوليفان التأكيد على التزام الرئيس (جو) بايدن الثابت بضمان عدم حصول إيران أبدا على سلاح نووي".

وقالت السعودية وإيران إنهما ستبدآن الترتيبات لإعادة فتح السفارات والقنصليات خلال شهرين كما ينص الاتفاق الذي توسطت فيه الصين.
وينظر بعض الخبراء للدور الذي لعبته بكين على أنه إشارة على تراجع نفوذ الولايات المتحدة لدى السعودية وسط توترات بين الحليفتين القديمتين بسبب مجموعة من الموضوعات منها حقوق الإنسان وخفض السعودية لإنتاجها من النفط.

وأجرى وفدان سعودي وعماني محادثات مع مسؤولين بجماعة الحوثي في العاصمة اليمنية صنعاء يوم الأحد في الوقت الذي تسعى فيه الرياض لوقف دائم لإطلاق النار ينهي تدخلها العسكري في الحرب الممتدة باليمن.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول يمني غير حكومي مطلع على المفاوضات الجارية إن الاتفاق قريب ويمكن التوصل إليه في غضون السبعة إلى العشرة أيام القادمة. ولم يكن المسؤول مخولا بالتعليق وطلب عدم ذكر اسمه لمناقشة المحادثات الخاصة الحساسة.
لا يزال البيت الأبيض متفائلاً بحذر بشأن المضي إلى الأمام في السوية السياسة في اليمن. لكن لا يزال يتعين على الجانبين العمل وما زالت المفاوضات معقدة، وفقًا لمسؤول رفيع في إدارة بايدن مطلع على المفاوضات.

وأضاف المسؤول في تصريح للوكالة الأميركية لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي وحذر من أن الوضع لا يزال معقدًا.

وأرسلت واشنطن المبعوث الخاص لبايدن إلى اليمن تيم ليندركينغ ، إلى العاصمة السعودية الرياض هذا الأسبوع لإجراء محادثات متابعة مع المسؤولين السعوديين، وفقًا للبيت الأبيض، كما سافر مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز إلى المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي للقاء مسؤولي المخابرات.
وقال مسؤول غير حكومي مطلع على المفاوضات الجارية إن الاتفاق قريب ويمكن التوصل إليه في غضون السبعة إلى العشرة أيام القادمة. ولم يكن المسؤول مخولا بالتعليق وطلب عدم ذكر اسمه لمناقشة المحادثات الخاصة الحساسة.

ويُنظر إلى الحرب في اليمن على أنها واحدة من عدة حروب بالوكالة بين إيران والسعودية. وأطاح الحوثيون المتحالفون مع إيران بحكومة تدعمها السعودية في صنعاء في أواخر 2014 ويسيطرون على شمال اليمن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى