تحليل يرصد انعكاسات المصالحة بين السعودية وإيران على قضية الجنوب

> توفيق جوزوليت:

> المصالحة السعودية الإيرانية من شأنها أن تعقد من خطورة الأزمة اليمنية، وسوف تؤدي قطعا إلى حرب أهلية واسعة النطاق، خصوصا إذا تم تجاهل موقع ومطالب الجنوبيين في المعادلة الجديدة.

على قيادة الانتقالي أن تكون مرجعيتها الأرض والشعب الجنوبي الصامد التواق إلى الحرية وأرواح الشهداء الأبرار الذين سقطوا في ساحة الوغى من أجل استعادة الدولة في الجنوب، عدا ذلك ستكون قد خانت العهد الذي قطعته مع الشعب الجنوبي.

ما لا يقل على ثمان سنوات ونصف والسعودية تدعم ما تسمى بالشرعية التي أضحت تعرف بشرعية الفنادق في الرياض، وفي ذات الوقت دخلت السعودية في إطار ما يسمى بدول التحالف في معارك وفشلوا في زحزحة الحوثي الذي أضحى يتحكم في مقاليد الحكم في شمال اليمن، بل يتمتع الحوثي باعتراف ضمني من المنتظم الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة.

بعد مرور زهاء عقد من الزمن أقرت الرياض ضمنيا فشلها في طرد الحوثي والقضاء على شرعيته في صنعاء، وهذا من خلال توقيع اتفاقية المصالحة مع النظام الإيراني الداعم الأساسي والإيديولوجي للحوثي.

تطور خطير يؤكد بفعل الملموس فشل الرياض عسكريا ودبلوماسيا في حربها ضد الحوثي.

ثمان سنوات ونيف والحكومة السعودية تدعم ماديا ودبلوماسيا شرعية الفنادق المستقرة في الرياض، ولوجستيكيا جيش يعرف بجيش الشرعية دون جدوى.

خطورة الوضع الحالي في اليمن ككل وبالتحديد في المحافظات الجنوبية تتجلى فيما يلي:
  • كون أطماع الحوثي تتجاوز شمال اليمن وقيادته تدرك أين تكمن ثروة اليمن وسيسعى للوصول إلى الجنوب.
  • تطالب القيادة الحوثي برحيل كامل لكل القوات الموجود حاليا بامتداد الجنوب من باب المندب وعدن وحضرموت والمهرة، و إذا أخذنا بعين الاعتبار الكمية الهائلة للأسلحة التي يمتلكونها وكذلك عدم التزام الشماليين على مر السنين بالعهود والاتفاقات، لهذا السبب السؤال الذي يطرح نفسه بحدة ماذا سيحصل لو غادرت القوات السعودية والإماراتية؟
  • ليست هناك حرب بين القوات الجنوبية وقوات الحوثي، ولكن تقع اشتباكات بين الفينة والأخرى خصوصا في المناطق الحدودية (حريب وبيحان بمحافظة شبوة الجنوبية) كما تحصل أيضا اشتباكات أحيانا بالمنطقة الحدودية بيافع منطقة الحد، وكذا بالمنطقة الحدودية بالضالع.
  • على الرغم أن القوات الحوثية لا تستولي على أي منطقة جنوبية ولكن هناك قطعا قنابل موقوتة وتتمثل في وجود المنطقة العسكرية الأولى بوادي حضرموت ومعظمهم من أبناء اليمن الشمالي وكذا قوات شمالية تتمركز بمحافظة المهرة وهي محافظة حدودية مع سلطنة عمان، لذلك هناك احتمال وارد أن تتحالف هاتان القوتين مع قوات الحوثي في حال حدوث أي اشتباكات بين القوات الجنوبية والحوثيين بوادي حضرموت والمهرة.
لهذا وذلك خطورة الوضع الأمني والسياسي والدبلوماسي في المنطقة نتيجة للتقارب السعودي الإيراني تستدعي أكثر من أي وقت مضى إعادة هيكلة ومواقف المجلس الانتقالي الجنوبي يشمل قيادات أعضاء مجلس الرئاسة لإعطاء نفس جديد ودينامية جديدة تواجه خطورة مرحلة ما بعد المصالحة السعودية الإيرانية، الهيكلة المتوخاة تركز على إخراج الشعب الجنوبي من الواقع المزري الذي لا يطاق، كما تعمل على إزاحة القيادات التي ساهمت بشكل أو بآخر على الموافقة ودعم بعض الاتفاقيات التي لم تخدم القضية الجنوبية ومن ضمنها اتفاقية الشراكة مع حكومة ما تسمى بالشرعية واتفاقيات الرياض التي ظلت حبرا على ورق، وفي ختام المطاف اتخاذ موقف من التقارب بين الرياض وطهران الذي لا يجب أن تكون مقتضياته على حساب تطلعات الشعب الجنوبي في استعادة دولته.

ولعل بيت القصيد يتجلى في كون الممثلين لإرادة الشعب الجنوبي (الانتقالي) التمسك بالاستقلال واستعادة دولة الجنوب، وأخطر خطأ قد يرتكب إذا تمت الموافقة على خيار إجراء استفتاء على شعب الجنوب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى