المبالغة في احتفاء الحوثي دليل على ماذا؟!

د. علي العسلي
الثلاثاء ، ١١ ابريل ٢٠٢٣ الساعة ٠٦:١١ مساءً

  ليس المقياس في الزامل الحوثي، ولا في التسابق لأخذ صور تذكارية مع سعادة السفير السعودي محمد آل جابر من قبل قادة الحوثة في صنعاء، وليس بكتابة تغريدات عن تمجيد العلاقة مع السعودية ثم حذفها؛ وإنما المقياس الفعلي هو في ترك جيزان ونجران لأهلها، ومكة لعامة المسلمين؛  المقياس هو مدى التزام الحوثي  بالاتفاقات المبرمة مع المملكة على طول الحدود بترك منطقة عازلة بين البلدين!؛ فهل سيلتزم الحوثي بها وينسحب حالاً من مواقعه؟؛ والمقياس الأخر بعد تلكم الصور والاشادة بالعلاقة مع المملكة مغادرة الحوثي لأنصاف الرواتب ودفع رواتب السنوات الماضية للموظفين؟!؛، فهل سيبدأ الحوثي بذلك بعد انفراج علافته مع السعودية،  أم أن الموضوع كله باقي للابتزاز والارتزاق، وللاستهلاك؟؛ ثمّ هل سيقبل الحوثي بالمبادرة والوساطة السعودية  (خارطة الطريق السعودية كلها دون انتقاء أو تجزئة)؟!؛ ثمّ هل الحوثي على استعداد لفتح الطرق وتحييد البنك المركزي والبدء بتسليم السلاح والخروج من العاصمة صنعاء والوزارات والمؤسسات، واطلاق الكل مقابل الكل؟!؛ بالتأكيد لن يفعل! وكل ما سيوقع عنه لا يساوي الحبر الذي سيكتب به إذْ لم يكن الحوثي جاداً في إقامة سلام!!  ترى إذاً ما سر الاحتفاء المبالغ به؟!؛ ونشر ذلكم الكم من الصور التذكارية مع السفير السعودي؟!؛  في نظري يرجع ذلك لسببين، السبب الأول عدم صدق النوايا والتوجه لسلام شامل وحقيقي من قبل الحوثي،  لذلك لا ترى الجدية ولا الندية في الطرح، مما يعني أن الحوثة سيبحثون عن ذرائع لعرقلة كل ما تمّ التوصل إليه معهم عبر الوساطة العمانية التي لم تقل لنا شيئا بعد عن كل ما جرى،.؛ والسبب الثاني في  التسابق في أخذ الصور؛ راجع إلى تخيّلهم من أنهم قد انتصروا، ومن أن السعودية قد أتت اليهم تستجدي منهم السلام بشروطهم، ثم ربما بعضهم حرص على التصوير مع سعادة السفير ليقول أنا هنا،  ولغرض ارسال بعض الرسائل لبعض قادة الشرعية!؛  إن الكثيرين قد  ضاقت بهم  ذرعاً  الخطوة السعودية بالذهاب لصنعاء لمقابلة الحوثيين، من أجل ايجاد مقاربة باتجاه تحقيق السلام ،  دون أن يسأل أحد نفسه.. هل السعودية تخلّت عن مواقفها السابقة؟!؛ الإجابة قطعاً لا!؛ ثمّ هل ذهبت السعودية لصنعاء كما يروج له الحوثي؟!؛ والإجابة قطعاً لا، فتصريح سعادة السفير آل جابر من صنعاء أنه جاء لتثبيت الهدنة وتسريع ملف تبادل الأسراء، وطرح خارطة الطريق السعودية لجمع المكونات السياسية اليمنية للوصول إلى حل سلام شامل بحسب المرجعيات المعتمدة، أي أن مبادرة  المملكة فيها اعتبار أن الحوثي  مكوّن لا أكثر !؛ ثمّ  للمشككين! هل مطلوب من السعودية أن تحلّ محل اليمنين في تحرير أرضهم وقرارهم من قبل عصابة الحوثي؟ إن الإجابة عمّا جرى ويجري يكمن في الخلل الواضح  في مكونات الشرعية قبل كل شيء،  وعلى الشرعية ومكوناتها بعد ثمان سنوات أن تراجع وأن تقيم ذاتها وأخطائها وخطيئاتها،  وتجد حلاً لكل الاختلالات التي تعتريها،  فكيف-مثلاً- لمحافظات استطاعت أن تتحرر؟ وأخرى لا تزال  محلك سرّ؟!  ترى ما السبب؟!؛  لابد من المصارحة والمكاشفة والخروج برؤية جامعة وقرار واحد قبل أن نتكهّن ونطلق الاتهامات صوب السعودية، والتي هي حتماً مستمرة وملتزمة بدعم الشرعية، أما ما يتم مع الحوثي، فلا قيمة له إن لم يؤيده حاكم الضاحية الجنوبية في بيروت العربية!؛ ويقينا أن الاحتفاء المبالغ فيه والمتكلف، دليل حقيقي على  عدم التوجه الصادق نحو السلام من قبل الحوثي ، وهو احتفاء زائف وعرضي، وسريع الذوبان، وسترون ذلك في قادم الايام أو لأسابيع ليس أكثر!! .. خواتم مباركة..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي