​تحليل: تسوية تخدم القوى اليمنية والجنوب الخاسر الأكبر

> "الأيام" تحليل سياسي:

>
  • بنود التسوية توحِّد صفوف الشمال ضد الجنوب
  • مخطط لنزع مكاسب الجنوب وإضعاف الانتقالي
> أكد المحلل السياسي الجنوبي صلاح السقلدي، أن رؤية الحل المطروحة حاليا من قبل أطراف دولية وإقليمية لوقف الحرب والدخول بتسوية سياسية لملف الأزمة اليمنية سيكون الجنوب هو الخاسر الأكبر فيها.
  • تسوية مفخخة
وأوضح أن التسوية السياسية المزمع إقرارها لإنهاء الصراع اليمني ستجمع الشرعية والحوثيين في كيان سياسي وحكومة واحدة، وستمنح الأحزاب والقوى السياسية اليمنية فرصة لملمة شتاتها وتوحيد صفوفها بمهمة إخضاع الجنوب مجددا.
وأكد المحلل السياسي الجنوبي أن الشق المتعلق  بالجنوب في التسوية السياسية التي تدفع القوى الدولية والإقليمية لتطبيقها في قادم الأيام، قد أجل حل "القضية الجنوبية" إلى بعد أكثر من عامين، وفي حال تعثر أو تأخر على القوى اليمنية تطبيق جانب من بنود التسوية تصبح قضية الجنوب مؤجلة إلى ما بعد عدة سنوات.

وقال إن كل ما يسعى إليه التحالف العربي حاليا من خلال التسوية المطروحة هو البحث عن "مخرج طوارئ" للخروج من دوامة الحرب في اليمن، ما يعني أن الجنوب سيترك وحيدا في مواجهة القوى اليمنية الرافضة للقبول بحق شعب الجنوب في تحقيق أهداف القضية الجنوبية، ما يستوجب على كافة قوى ومكونات الجنوب مساندة وتدعيم المجلس الانتقالي الجنوبي لمنع الالتفاف على استحقاقات الجنوب.
  • حكومة (شرعية - حوثية)
وكشف صلاح السقلدي: "بحسب وكالات أنباء عربية وعالمية أصبحت رؤية الأطراف الإقليمية والدولية لحل الأزمة اليمنية جاهزة لا ينقصها سوى اللمسات الأخيرة.. أبرز بنودها هدنة لمدة 6 أشهر وفترة انتقالية لمدة عامين تجمع كيان سياسي وحكومة واحدة للشرعية والحوثيين في حال نجحت الهدنة، أو يتم التمديد ستة أشهر أخرى.

وخلال هذه المرحلة الانتقالية - بحسب الرؤية المتفق عليها - ستكون جميع الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية ملزمة بالسماح بفتح كل الموانئ وتدفق النفط اليمني وكذلك المطارات، وتوحيد سعر العملة والبنك المركزي والعملية الاقتصادية، وغيرها من الإجراءات، يتبعها حوار حول وضع الجيش والقضية الجنوبية".
  • الجنوب.. الخاسر الأكبر
ومضى السقلدي محذرا: "هذا السيناريو سيعني للجنوب بالضرورة مزيدا من التعقيد وفقدان الغطاء الإقليمي وافتقاره لمصادر إيرادية ومالية، كما سيعني للطرف الآخر أي الأحزاب والقوى السياسية اليمنية فرصة للملمة والتقاط أنفاسها وتخطي خلافاتها إلى حد كبير وتعيد شحذ سكاكينها تجاه الجنوب وستتسلح هذه القوى بدعم إقليمي ودولي بشأن الوحدة التي بحسب الرؤية سيتم فرضها من جديد بنسخة معدلة وبتأييد ودعم إقليمي".

وأضاف السقلدي: "أي أن القضية الجنوبية ستكون مؤجلة إلى ما بعد أكثر من عامين على أقل تقدير، في حال إن مضت الأمور بحسب ما هو مخطط لها، وإن تعثرت ستكون المدة غير معروفة بالتحديد، ولكنها بالتأكيد ستتجاوز عدة سنوات، وستكون بعدها الأطراف قد تجاوزت خلافاتها وتبادلت تحالفاتها وستكون دول التحالف قد خرجت من المشهد وتنصلت عن التزاماتها، وفقد الجنوب الغطاء والسند الخليجي الذي يتكئ عليه اليوم إلى حد كبير.. كما وأن  معظم الأوضاع ستكون قد تم تطبيعها على الأرض واستعادت القوى والأحزاب اليمنية توازنها وبالذات تجاه الجنوب".
  • ضرورة جنوبية
واختتم المحلل السياسي صلاح السقلدي بالتأكيد على أهمية إدراك كافة القوى والمكونات لخطورة المرحلة التي تمر بها القضية الجنوبية، ووجوب تحليها بالمسؤولية الوطنية تجاه شعب الجنوب من خلال المسارعة توحيد صفها جنبا إلى جنب مع المجلس الانتقالي الجنوبي.

وقال: "يظل أمل الانتصار للقضية الجنوبية وإنقاذها من بين مخالب ضباع الخارج وأنياب سباع الداخل معقودا على صلابة وإخلاص المجلس الانتقالي الجنوبي وبالتحديد على رئيسه عيدروس الزبيدي، وعلى كل القوى والشخصيات الجنوبية الصادقة في الداخل والخارج بعد أن غسل الجنوبيون - أو يوشكون - أيديهم من التحالف الذي يبحث له عن مخرج طوارئ خلفي للخروج من دوامة هذه الحرب".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى