ماذا لو أهدرت الأطراف اليمنية فرصة السلام الراهنة؟

> أحمد الأغبري:

> ​ثمة سؤال يفرض نفسه بقوة في غمرة الأحداث المتسارعة التي يشهدها اليمن حاليًا وسط تقارير بالقرب من توقف اتفاق وقف دائم لإطلاق النار من خلال جهود إقليمية ودولية برعاية أممية… وهو: ماذا لو أهدرت الأطراف اليمنية فرصة السلام الراهنة؟ السؤال طرحته “القدس العربي” على عدد من قادة الرأي اليمنيين في محاولة لاستجلاء قراءة للواقع اليمني الراهن.
  • الترقيعات
الباحث والكاتب قادري أحمد حيدر مدير تحرير مجلة دراسات يمنية يقول: في تقديري أن أوضاعنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية الراهنة قد وصلت إلى حد الحاجة الضرورية التاريخية لإحداث تغيير عميق في بنية النظام السياسي كله شمالا وجنوبا، وهو ما لا تصلح معه الترقيعات والحقن المهدئة.

وأضاف: البلاد تعيش حالة ووقع قمع وإرهاب سياسي كارثي وفاضح على الأصعدة كافة: من سياسية إلى الخدمات العامة إلى مصادرة المرتبات إلى الاقتصاد وتدهور العملة إلى التعليم حتى المأساة الإنسانية التي صارت حديث التقارير الأممية، وهذا يتحمل مسؤوليته الأطراف الداخلية والإقليمية بعد أن ارتهنت الأطراف الداخلية للخارج بعد أن استقدمته إلى داخلنا.

وتابع: إن من ينصبون أنفسهم حملة راية شعار السلام وينتدبون أنفسهم بأنفسهم كرعاة مبادرات السلام هم أساس إعلان الحرب واستمرارها حتى اللحظة فمتى يكون مشعل النار اطفائيا! إننا في وضع ثوري لكن بدون أداة تنظيمية ثورية (غياب للطبيعة السياسية الثورية).

وأردف: جماهير الشعب الواقعة المظلومة والمقهورة على أمرها في الشمال والجنوب تعيش حالة قهر وإذلال وحصار ومصادرة لكل ما يمس حياتهم الخاصة والعامة… قهرا فائضا عن القدرة على احتماله، والتصدع والتمزق في بنية النسيج الاجتماعي وصل إلى منتهاه.. لم نجد معه حالة الغضب الشعبي المكبوتة والكامنة كقنوات للتعبير عن كل ما تعايشه وتعيشه، هي حقا أزمة سياسية واقتصادية ووطنية ذات طابع بنيوي شامل من القمة المأزومة الى القاعدة الشعبية المقهورة.
  • حرب عبثية
الكاتب محمد عبد الوهاب الشيباني، رئيس تحرير منصة خيوط يقول إن ترتيبات التسوية السياسية التي تهندس لها السعودية في اليمن، هي في الأصل رغبة أكيدة للخروج من المأزق الذي وجدت نفسها فيه بعد ثماني سنوات من حرب عبثية أكلت الأخضر واليابس في حاضر ومستقبل اليمنيين، واستنزفت مليارات الدولارات التي ابتلعها ثقب أسود اسمه وكلاء المتحاربين الاقليميين في الداخل اليمني، والذين سيعملون بكل الوسائل لتعطيل مسارات التسوية المرتقبة إن لم تشملهم المحاصصة وتوفر لهم الحماية من المساءلة في المستقبل.

وأضاف: اختارت السعودية في مسعاها هذا الطريق الاقصر بتوقيع اتفاقية مع إيران برعاية صينية في فبراير الماضي، كون الأخيرة هي الفاعل الرئيس في حرب اليمن، وتستطيع التأثير على أدواتها ووكلائها في الداخل (جماعة الحوثيين)… أما الأطراف الأخرى من وكلائها ووكلاء حليفتها (الإمارات) فتستطيع قيادتهم إلى ما ترغب به، بدليل أن تفاهماتها السرية والعلنية مع إيران والحوثيين (في بكين ومسقط) تمت بدون الرجوع إليهم أصلاً.

وتابع: إعادة لملمة مجلس القيادة الرئاسي، الذي شكلته قبل عام لهذا الغرض، في اجتماع عاجل في الرياض قبل وصول وفدها إلى صنعاء مساء السبت 8 ابريل/ينسان 2023، ووضعه في صورة التفاهمات التي رعتها سلطنة عمان الذي وصل وفدها بمعية الوفد السعودي لإنجاز التسوية، كان لإجبار المجلس على القبول بكل ما تم التوافق عليه مع إيران بدرجة رئيسية، بشأن اقتسام النفوذ في البلد المتهتك، والذي بموجبه يتم تسليم كل شمال اليمن الحيوي وغربه ووسطة للوكيل الايراني، بعد أن تضمن أمنها القومي في حدودها الجنوبية. عملت السعودية طيلة سنوات الحرب على انتاج قاعدة لتوازن الضعف تقف عليها جميع الاطراف الخاضعة لها ولحليفتها (الامارات)، ومن كان خارج سيطرتها الفعلية هي الجماعة الحوثية، التي كان ولاؤها الايديولوجي والسياسي، ولم يزل لإيران، ولهذا اختارت الطريق الأقصر بالتفاهم مع الراعي أولاً، قبل أن يظهر الوكيل في الصورة للوازم إعلامية وترويجية.

وتابع: ما تم التفاهم حوله بشأن اليمن بين السعودية وإيران هو الذي سيكون، خصوصاً وأن رغبة دولية وإقليمية تدعم هذا المسار، بما فيها الولايات المتحدة وبريطانيا، لتخفيف الضغط على اسواق الطاقة الدولية المتأثرة بالحرب الروسية الأوكرانية، كون دولتا التفاهم واللاعبتان الرئيسيتان في حرب اليمن هما من أهم منتجي الطاقة. دخول الصين على خط الترتيبات القبلية ونجاحها في رعاية الاتفاق الامني والسياسي بين الدولتين، سيكون له الأثر الفاعل في انجاح طبخة التسوية، التي سيترتب عليها حالة شرق أوسطية جديدة، سيكون الاقتصاد هو الفاعل الرئيس في علاقة الشراكة المستقبلية بين دول الإقليم.
  • فرصة ماسية
الكاتب والاديب عبد الرحمن الخصر يرى أن “الفرصة المطروحة الآن أمام اليمنيين أشبه بالماسة بمعنى الكلمة، هذه الماسة التي تم استخلاصها من كومات هائلة من التراب خلال زمن ليس بالقصير”.

ويقول: سنلاحظ أن هناك موقفا قويا ومتضامنا إلى حد بعيد قد تآلف دوليا بدخول الصين كراعية وأكثر من ذلك كـ(ضامنة) تتمتع بعلاقات لا يمكن لكل من المملكة وإيران التضحية بها لأنها ستمثل خسارة كبرى غير متداركة لكليهما بطبيعة المصالح والشراكات الاستيراتيجية التي تجمعهما كلتيهما مع الصين، ولدور الصين الأممي المتعاظم، وبالتنسيق فعلا مع روسيا التي تربطها بالمملكة مشاريع استثمارية واستراتيجية في أوبك بلس وخلافها وبإيران كحليف استيراتيجي، وبمشاركة أمريكية فعلية في كل التفاصيل المطروحة والقبول بنتائجها، وترحيب عربي وإقليمي ودولي وأممي وبزخم غير منظور في السابق.

وتابع: يضاف إلى ذلك ما أسميه بالطريقة الابتكارية في المبادرة وذلك بتقديم التفاصيل على الخطوط العامة- لإزاحة الشيطان من الطريق قبل التقدم إلى الأمام- هذه التفاصيل التي تكاد أنها قد تناولت كل شأن من الشؤون الممكن أن تعيق المبادرة كصرف المرتبات للجميع دون استثناء وتوحيد العملة وفتح كل المنافذ للعالم على مطار صنعاء وفتح ميناء الحديدة وتصدير النفط، وقدوم الناقلة التي ستفرغ مخزون النفط في ناقلة صافر، وتبادل الأسرى، بل وقبل أن أشارك برأيي هذا بقليل قرأت خبرا بأنه قد تم تفعيل عمل كل الموانئ اليمنية بما فيها ميناء الحديدة بنفس الآلية التي كانت قبل الحرب. بل ولقد تضمنت المبادرة خروج القوات الأجنبية من اليمن وهو الباب الذي كان بالممكن سده دائما في وجه أي مبادرة ابتداء أو في المنتصف أو في النهايات منها.

وتابع: وإن كانت من مشكلة تبقت فعلية فهي ولا شك في مطالبة هذا الطرف بتسليم السلاح ومطالبة ذاك الطرف بخروج القوات الأجنبية من اليمن. وأظن بأنه قد تم ربطها في الاتفاق الثلاثي السعودي الإيراني الصيني كقضية واحدة يتم تنفيذ شقيها معا. وهذه هي بيت القصيد الفعلي: (تسليم السلاح ومغادرة القوات الأجنبية)، ولكن الأمر سيتعلق أخيرا بمسألة المشاركة لمختلف الأطراف في الحكم، وكل الأشياء ستنبني لاحقا على هذا الأساس الذي يجب إدارته وصياغته على مبدأ المواطنة المتساوية كمقدمة لصياغة كل التفاصيل. وكما يقال بأن الكرة الآن هي في ملعب اليمنيين فهي أيضا شبيهة بالمعادلة التي طرفها كل العالم في الحد الأيمن متفقا بطريقة أو بأخرى، فيما اليمنيون هم الحد الأيسر من المعادلة والذي يجب أن يتوافق مع الحد الأول، فهل نحن بحاجة إلى الخوارزمي مرة أخرى؟ لنرسم هذه المعادلة اليمنية الجديدة إلى المستقبل.

واستطرد: برأيي لن نتوفر مطلقا على فرصة كهذه، وعلينا أن نستغل الظرف الدولي الراهن، وما تم إنجازه من تفاصيل خلال مرحلة طويلة من المباحثات؛ فكل ما على هذا الطبق سينكسر مرة واحدة إن لم نحسن التصرف وما تم الاجتهاد فيه كل هذه الفترة يمكن أن ينسف بحركة هوجاء واحدة، وكما هو عادة فمخرب واحد سيغلب مائة عمار. إما أن نزيل الحمل الثقيل من الحرب والحصار والقتل والتدمير وإما أن نضيف القشة الأخيرة التي ستقصم ظهر البعير. وأجزم بأنا سنفقد بلدنا بمعنى الكلمة إن نحن لم نستثمر في هذه الفرصة الأنصع والأوفى من كل الفرص، وإن أي مبالغة في شحن هذه المبادرة بإضافات نرجسية مزاجية غير مسؤولة أخرى تخل بالمعادلة ستكون خسارة رأسمالية وطنية بمعنى الكلمة… هذه هي الفرصة الماسية فعلا.. وليس بعدها غير التراب إن لم نلتقطها فورا وبذكاء.
  • الفشل الجزئي
الصحافي عصام البحري يعتقد: أن احتمال الفشل وإن كان واردا إلا أن أصبح ضيقا ومحدودا للغاية لاعتبارات عدة أبرزها الانعكاسات الإيجابية لتقارب إيران والسعودية بعد اتفاق بكين وما أوجده هذا الاتفاق من أجواء مشجعة للسلام وداعمة للاستقرار الإقليمي ليس في اليمن فحسب بل وفي دول أخرى مثل سوريا والعراق ولبنان. فاتفاق بكين الذي رعته الصين يلزم الدولتين الاقليميتين بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبلدان المنطقة الأمر الذي من شانه أن يجفف حتما عوامل الدعم الخارجي لمن يسعى لإطالة الحرب في اليمن خاصة إذا ما عرفنا أن أسباب الحرب وإن كانت توصف بانها بين طرفين في اليمن لكن مراكز الدراسات والبحوث الدولية صنفتها بانها “حرب بالوكالة” بين القوتين الاقليميتين، ووجهت لهما اتهامات بانهما حولتا الساحة اليمنية لساحة تصفيات حسابات فيما بينهما.

وأضاف: وفي تقديري أن أي فشل لو حدث سيكون جزئيا وليس كاملا أي أن يعارض اتفاق التسوية مثلا أحد مكونات طرف واحد من طرفي الصراع بذريعة عدم استيعاب الاتفاق… مطالب ذلك المكون لا تحظى بقبول بقية مكونات ذلك الطرف وايضا يرفضها الطرف الآخر وخصوصا من مكونات طرف الشرعية التي لدى بعضها مشاريع صغيرة حزبية أو مناطقية. لكن بالتأكيد فإن أي طرف سيغامر ويسعى للوقوف في وجه تيار السلام وتفجير مواجهات مسلحة جديدة تحت أي ذريعة كانت سيجد نفسه حتما في مواجهة داخلية وخارجية حتى مع المكونات التي كان يتحالف معها داخليا وكذا مع الاطراف الخارجية التي كانت تدعمه سابقا ما سيعجل بنهايته وخروجه من المعادلة السياسية.

وتابع: بعد أكثر من ثماني سنوات من الحرب الطاحنة التي خلفت أسوأ كارثة إنسانية في العالم بحسب تقييم الأمم المتحدة الى جانب الدمار المهول والمعاناة المريرة التي كابدها عشرات الملايين من ابناء الشعب اليمني وصلت جميع أطراف الصراع الداخلية والخارجية إلى قناعة راسخة باستحالة الحسم العسكري لأي طرف، وبدا الجميع يتوق لحل سياسي، لكن ظلت إرادة السلام حبيسة مصالح ذاتية لتجار حروب ومنتفعين من الحرب وترضخ لعوامل التأثير والدعم الخارجي السخي.

واستطرد عصام: من الطبيعي انه بدون حاضنة شعبية مؤيدة للحرب ودعم محلي أو خارجي يصبح قرار الحرب بمثابة انتحار لمن يقدم عليه ومحتوما بنهاية سريعة له وللمشروع الذي يتبناه ذلك الطرف. ولا شك أنه منذ توقيع اتفاق بكين بدأنا نلمس في منشورات وتصريحات المسؤولين والناشطين المحسوبين على فرقاء الصراع في اليمن وداعميهم من الخارج تغيرا واضحا جفف خطاب الحرب وحوله إلى خطاب تهدئة يتسم بليونة في المواقف ما عكس توجها جادا لدى الغالبية العظمى نحو السلام باستثناء قلة من الناشطين يبدون قلقا ومخاوف على استحياء دون ان يعلنوا صراحة عن رفضهم لأي تسوية مرتقبة… وان كانت تلك المخاوف في جلها طبيعية بعد حرب امتدت لسنوات لغياب عوامل الثقة بين الفرقاء إلا أن بعضها تراجع لتغير المعادلات السياسية بعد اتفاق بكين وانسداد أفق طموحات بعض المكونات وفي المقدمة المجلس الانتقالي الجنوبي الذي كان لديه سقف مطالب مرتفع ويسعى لفرض بنود في التسوية النهائية تحقق أهدافه لفرض انفصال الجنوب في وقت لاحق لكنه الآن اصطدم بتلاشي ما كان ينشده من دعم لتلك المطالب داخل مكونات الشرعية أولاً ومن الأطراف الخارجية إقليميا ودوليا ثانيا، فضلا عن كون مرجعيات الحل للتسوية المرتقبة والمتمثلة بقرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني جميعها تؤكد على ضرورة التمسك بأمن وسيادة واستقرار وسيادة اليمن ووحدته.
  • القضية الجنوبية
الكاتب باسم فضل الشعبي رئيس مركز مسارات للاستراتيجيا والاعلام في عدن يرى أنه “في حال فشلت عملية السلام فان اليمن سيذهب الي حرب مستمرة بكل تأكيد لا بد وأن تكون عملية السلام والحل الذي قد ينتج عن التفاهمات أو المفاوضات مرضيا للجميع لا سيما الجنوب لأنه الحلقة الأبرز في هذا الصراع… العبور دون إيجاد حل عادل للقضية الجنوبية معناه عودة التوتر وربما حرب جديدة قد تؤثر على استقرار المنطقة وخطوط الملاحة الدولية…

وأضاف: “تفويت القوى المحلية لفرصة السلام يعني تفريطهم بالحياة واختيارهم للموت… سوف يستمر نزيف الأرواح اليمنية…هناك بالطبع تجار حروب لا يريدون للحرب أن تنتهي لكن كما يبدو هناك إجماع إقليمي ودولي لإنهاء الحرب والذهاب لسلام دائم وهذا ما يريده الشعب اليمني الذي يفترض أن تلبي الحلول تطلعاته السياسية والمعيشية اولا واخيرا”.
  • النفق المظلم
الصحافي ذويزن مخشف سكرتير التحرير السابق لصحيفة الأيام العدنية يعتقد “أن الطريق الى السلام في اليمن لا يبدو سهل المنال حتى الان، ورغم المؤشرات الايجابية الجارية حاليا نحو المضي بتثبيت الهدنة السابقة الجديدة إلى ستة أشهر الا اني لست متفائلا كثيرا، باعتقادي النوايا الصادقة ما تزال معدومة لدى مختلف أطراف الصراع. صحيح أن الاطراف اليمنية المتصارعة تندفع الآن بقوة إلى معركة تحقيق السلام، لكن اندفاعها ليس عن طيب خاطر ولا استشعارا بالأزمتين السياسية والإنسانية التي تلتف بالخصوص حول عنق الشعب. اليوم تمر الأزمة اليمنية بأخطر مراحلها حيث بات الجميع على مرمى حجر من الدخول الشامل في النفق المظلم أو خيار الولوج إلى نافذة الضوء مستحدثة انبثقت بناء على التفاهمات والاتفاقات التي جرت بين المتصارعين الإقليمين حول اليمن (السعودية وإيران).

وأضاف: من هذا المنطلق، فتح المتصارعون الإقليميون الطريق أمام اليمنيين لإيجاد الحل لتحقيق فرصة السلام وعلى أطرافه انتزاعها بأيديهم، فذلك هو قارب النجاة الاخير على ما يبدو فالمثل الشعبي يقول “الغريق يتعلق بقشه” ورغم أن المستفيد الأكبر هم جماعة الحوثي. هناك ما يتحقق لأطراف الصراع المحلية والإقليمية من مكاسب كثيرة إلا أن الخاسر الكبير والوحيد من تلك الحرب والنتائج الجديدة هو الشعب الذي ستظل تحاصره الهموم والمعاناة والجوع والفقر وآثار الحرب المدمرة بكل مستوياتها لمدى سنوات طويلة.

وتابع: يبقى التأكيد بأن اليمن بلدا وشعبا لم يعد صاحب قراره فالثابت استمرار إخضاعه مرهونا باتفاقات القوى الكبرى والإقليمية على كيفية إدارة مصالحها من جهة ونخبة سياسية سلمت الأمر الواقع ووافقت بأن تكون أدوات رخيصة ومرتهنة لصراعات القوى العالمية حول منطقة استراتيجية مهمة في الجزء الجنوبي من الخارطة الدولية اسمها اليمن.
  • إعادة الاعمار
مصطفى نصر رئيس مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي يقول: امام اليمنيين فرصة اضافية ومهمة لعودة مسار السلام واحياء العملية السياسية وبالتالي الاتفاق على اصلاحات اقتصادية وإعادة الاعمار، وتكتسب هذه الفرصة اهميتها من الحرص الاقليمي والدولي على احداث اختراق ايجابي في الازمة اليمنية وعلى اليمنيين ان يستفيدوا من هذا التوجه لصالح القضية اليمنية ووضع الاسس الصحيحة لسلام عادل وشامل.  وفشل اليمنيين في التقاط هذه الفرصة ستكون تبعاته صعبة، وتتمثل في إهمال القضية اليمنية من قبل الاطراف الاقليمية والدولية ومزيد من نسيان الحرب واعتبارها حربا غير قابلة للحل. الامر الاخر: سيؤدي فشل هذه الفرصة إلى ترسيخ حالة الانقسام والتشظي السياسي والمناطقي والجهوي. وبالتالي من الصعب لملمة اليمن مجددا اذا لم يكن هناك تهدئة ومسار سلام حقيقي يستعيد الدولة ويبني مؤسساتها على أسس صحيحة.

واستطرد: وهناك بعد آخر يتعلق بمزيد من حالة التدهور المعيشي والانساني، اذ من الصعب ان يظل العالم يدعم إلى ما لا نهاية فنحن نعرف ان الدعم الدولي يتناقص سنويا وفي حال استمرت الحرب اكثر سيتضاءل حجم الدعم الانساني والتنموي وسنشهد مزيدا من الانقسام النقدي وتدهور المؤسسات وبالتالي تدهور الوضع المعيشي والانساني لمعظم سكان اليمن.
  • إيقاف الحرب
الصحافي والكاتب لطف الصراري يرى أن “ما يميز هذه الفرصة أنها تأتي بعد هدنة طويلة وإن كانت جبهات القتال ليست هامدة تماماً. وفي حال عدم استغلال هذه الفرصة للتقارب بين جميع القوى المحلية، فبلا شك أن الحرب سوف تتجدد وربما بصورة أقوى من السنوات الثماني الماضية. لكن المسألة لا تتوقف فقط على استغلال الفرصة السانحة، إذ هناك ترتيبات إجرائية لإحلال السلام إذا لم تتم بطريقة صحيحة ومرضية لجميع الأطراف المنخرطة في النزاع، محليا وإقليميا بدرجة رئيسية، فقد تفشل المساعي حتى في ظل وجود رغبة لدى الأطراف بإيقاف الحرب”.
“القدس العربي”

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى