سلام الحوثي كذبة كبرى؟!

د. علي العسلي
الأحد ، ٠٩ ابريل ٢٠٢٣ الساعة ٠٥:٠٥ مساءً

اعتاد بعض هواة الكذب  الحرص على الدوام في أول يوم من ابريل من كل عام أن يؤلفوا   كذبة جديدة  بطريقتهم الخاصة على أعزاءهم أو على الوطن أو على الشعوب أو على الحكام.. عند اول يوم من ابريل  ينسج الهواة من وحي خيالهم المريض حكايات وحوادث وقصص، كلها كذب في كذب، أحيانا يسمونها تأدباً  كذبة بيضاء، رغم أن بعضها قد تكون مؤلمة ومؤذية وصادمة، منها؛  مثلا الإخبار كذبا عن موت شخص عزيز، أو انقلاب سيارة، أو الحديث  عن  حوادث مروعة و أحيانا  للتسلية ومن باب اختبار ردّة الفعل،  كالمباركة لزوجة  بزواج زوجها والذي قد يتسبب بطلاق،  أو قد تكون الكذبة على شكل فكاهة وسخرية ونقد،  كأن ينسب الخبر لمصدر مسؤول في وزارة المالية-مثلا- يخبروك فيه بأنه من   ابريل هذا العام  ستدقع رواتب سنة سابقة والاعلان عن انتظام الدفع للرواتب المستحقة بعد الاتفاق السعودي الحوثي،  وهلم جر..  .. لكن كذبة هذا العام تختلف جملةً وتفصيلاً، وحتى في المضمون، فهي كذبة  تسعى إلى تسويق الحوثي بأنه بات مهيأ للسلام، ومن أنه قد تحوّل من وحش لحمامة سلام،  فأي سلام عند الحوثي وكل أنفاسه وتصرفاته ارهاب في ارهاب.. سلام الحوثي كذبة لا تضاهيها أية كذبة في الدنيا، ومن يتناول هذا الكلام كأنه يتجنى على الشعب حين يصدمه بخبر من أن الحوثي قد وافق على السلام وأن الوسطاء في الترتيبات الأخيرة للإعلان، صحيح بعد التقارب الايراني السعودي، لم تعد المملكة عدون (عطوان)، لكن الشرعية ومناصريها في نظرهم سيبقون مرتزقة وخلايا عطوان،  هذا على الرغم أن المطلوب رقم (3) من ااحوثيين هم من يستقبل وفد العدو السعودي،  فالوفد السعودي بات يحلّ ضيفا على الحوثة في  العاصمة صنعاء، والتفاوض  يجري على قدم وساق!؛ ويقال أن من  جملة ما اتفق عليه ستة بنود لرؤية سلام شاملة في اليمن وعلى النحو الآتي ذكره:" هدنة 6 أشهر تتشكل خلالها وفود التفاوض.. تفاوض من؟ وعلى ماذا؟!؛ حوار لمدة 6 أشهر برعاية أممية.. طيب الأمم المتحدة ماذا كانت تعمل طوال السنين الماضية كانت (تزرع تبلس)؟!؛  ومما اتفق عليه ايضا.. عودة تصدير النفط مقابل تسليم الرواتب في كل اليمن.. أخشى أن ينتهي شهر الكذب ابريل وتتبخر معه احلام الرواتب واستمرار دفعها؟!؛ كذلك قِيل أنه اتفق على  تحديد مغادرة قوات التحالف للأراضي اليمنية بعد مدة يتفق عليها في حال سريان الاتفاق.. التحالف جاء لهدف معلن مسبقا،  ولم يتحقق بعد،  فرحيله يعني هزيمته،  يعني انتصار الحوثي،  فهل أي عاقل يعرف قوة المملكة ودورها الاقليمي والعالمي، يُصدق هذه الكذبة  المصاغة حوثياً مضمونها أن المملكة خضعت ووافقت على طلب حوثي بخروج قوتها، وهل كانت غازية حتى يطلب خروجها في اتفاق مذل أو مخز؟ فالمملكة جاءت بطلب الرئيس/ هادي، وكرر الطلب من قبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي الشرعي/ رشاد العليمي،  ترى هل ممكن القول بأن المملكة قد تقبل أن يبتزها او يهزمها مجرد ذراع لدولة، يا حوثة و يامن يدندن معهم، اكذبوا بما يمكن تصديقه وليس بما يمليه خيالكم!؛ فالله خلق للإنسان سمع وبصر وعقل ليقيس به الأمور والاشياء؟!؛ كذلك قيل من بين المتفق فتح المطارات والموانئ والطرقات ومعالجة ملف الناقلة صافر وإنهاء ملف الأسرى .. أقول قبل معالجة البنك المركزي بتحييده، ومعالجة  فروقات اسعار،  وتثبيت العملة قديمها وجديدها  صعب جدا أن نقول أن هناك اتفاق على فتح المطارات وبقية الفقرة؟!؛ أما عن حديث تصفير العداد بمرحلة انتقالية جديدة  لمدة سنتين يتم فيها توحيد البنك المركزي والإيرادات والاتفاق على شكل الدولة .. فهو حديث يجافي العقل والمنطق والتضحيات التي قُدّمت.. أبعد حوار دام أكثر من عام بين كل الفسيفساء اليمنية، وتوصل الفرقاء لوثيقة توافقية عالجث ثمان قضايا يمنية رئيسية، يأتي من يصفّر العدّاد ويقال سنتين انتقاليتين جديدتبن  من أجل التفاوض و الاتفاق على شكل الدولة؟!! ما هذا الهراء بعد كل التضحيات؟! اللهم اجعل كل ما قيل ونُسب وسرّب  كذبة من كذب ابريل!!"  .. جرت في الأيام الماضية حملة مكثفة من كل الاطراف في الواتس والفيس وتويتر وفي الجرائد والقنوات، و تعمق من تعمق، وتوسع وزاد من عنده من زاد  بحسب ثقافته وأيدولوجيته، فتناولوا  ونشروا نقاط الاتفاق، والذي قد يجعلني أن  أسميه بنقاط ( الالتفاف) على ما اتفق عليه بالحوار الوطني الشامل، و يقال أنه من المتوقع التوقيع على الاتفاق الجديد خلال أيام، بمعنى إن تمّ ذلك فقد حصل الحوثي على ما يريد فشرعن حاله يدعم اقليمي ودولي،  واعاد العجلة الى ما قبل الحوار الوطني الشامل، فما سُرّب من اتفاق لا شك انه صياغة حوثية و مستفاد منه دون غيره.. الغريب أن الشرعية صامتة لا تُفنّد ولا تُصوّب ولا تُسرّب!! نعم! إن  الشعب اليمني  يتطلع إلى أنهاء معاناته، لكن من خِبرته يدرك أن الحوثي كذوباً ولا يُصدّق،  ولا يمكن تصديقه، فهو الكاذب دوماً وبدرجة مائة في المائة في كل الأوقات والشهور والمناسبات وليس في شهر ابريل فقط، ودائما ما يحبك القصص والأقاويل الخيالية والتي ليس لها محل من الاعراب، لا في المعربات ولا في المبنيات، فالحوثي تكوينه وفكره ومعتقده، ارهاب فكري ومادي، ديدنه الموت وليس الحياة، الفوضى وليس السلام، الملشنة وليس بناء الدولة، تعميم الالتزام ملازم سيدهم، وليس التزام بالدستور والقانون، الخروج عن الاجماع، لا التسليم بحكم الاغلبية، توريث الحكم للسلالة (هبة من الله للجماعة) لا ينازع ولا ينتزع منهم الحكم، التقية سلاحه الوحيد للوصول للأهداف الباطنية غير المعلنة وغير المشروعة.. فالقاتل والمنقلب والمجرم من أين سيأتي بفلسفة السلام؟ ومن أي موقع سيطبقها؟ وفي أي زمن سيحدث ذلك؟  شيء بعيد التصديق،  وعلى حساب من أو لمصلحة من إن افترضنا حقا أن الحوثي فد جنح للسلام؟! صحيح أن أحداثا تُرتب وهي أغرب من الخيال،  فما حاجة المملكة مثلاُ  وقد أتت  بالرأس إلى عندها أن تذهب وتزور  الذيل  وتعطي المطلوب رفم ثلاثة قيمة لا يستحقها، أو مثلا أن تلجأ إلى الضغط على الحليف(الشرعية) ليتنازل للخصم (الحوثي)، أو أن تصدق أو تركن إلى ان الحوثي قد يكون مصدر سلام لها ولشعبها،  إن الطبخة التي نجهز قد يكون لها من المضار والتداعيات العميقة، أكثر  مما مضى، وقد يؤثر على اليمن كنسيج، وعلى الاقليم كهوية وآمن واقتصاد وتاريخ،  فحذار من  كثرة إضافة الفلافل على  الطبخة، فإنه محرق، وقد يجلب تهيج في القالون  ويصيب المعدّة والامعاء ويأتي بالحموضة التي يمكن تجنبها لو لم بتم زلا لمرّة تصديق الحوثي المتلون دوماً، والماكر حينا،والناكث بأي عهد يقطعه! .. صوماً مقبولاً وخواتم مباركة.. نصيحة.. لا تصدقوا الكذابون وإن عاهدوا وخضعوا، فهم الكذبة الكبرى..

الحجر الصحفي في زمن الحوثي